سلطة الكاظمي الغاشمة تفرض سطوتها على قضاء فائق زيدان ..
بقلم : أياد السماوي …
تسعة أيام مرّت على قرار رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان بتشكيل هيئة للتحقيق بالأحداث التي رافقت تظاهرات يوم الجمعة المصادف 5 / 11 / 2021 , والتي خلّفت شهيدين وعشرات الجرحى من المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات المزوّرة .. وبدورنا نقول للسيد رئيس مجلس القضاء الأعلى , ليس المهم تشكيل هيئة للتحقيق يراد منها ذر الرماد في العيون وامتصاص الغضب الشعبي على حادثة إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين المطالبين باسترجاع أصواتهم المسروقة في هذه الانتخابات المزوّرة , بل المهم هو الوصول إلى معرفة الجهات التي أعطت الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وتقديمها للعدالة لتنال جزاءها العادل .. فإذا كانت الهيئة التحقيقية التي أمر القضاء بتشكيلها للتحقيق بأحداث الجمعة على غرار الهيئات واللجان التحقيقية السابقة ومناط بها مهمّة تسويف هذه القضية وإسدال ستار النسيان عليها , فهذا يعني أنّ سلطة الكاظمي الغاشمة قد فرضت سطوتها على حائط الصّد الأخير المتمّثل بالقضاء العادل والمستقل الذي يكفل حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم , في الوقت الذي اعتبر فيه الدستور العراقي في المادتين 87 و 88 أنّ السلطة القضائية مستقلّة والقضاة مستقلّون ولا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون , فإذا كان القضاء ورجاله عاجزون عن القيام بواجباتهم الدستورية في حماية القانون وتقديم المجرمين للعدالة , فعليهم أن يعلنوا ذلك للشعب ويقدّموا استقالاتهم .. فهذه المرّة لن يسمح العراقيون بتسويف جريمة يوم الجمعة كما تمّ تسويف عشرات القضايا المماثلة في المرات السابقة , وعلى رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان إعلان نتائج التحقيق التي وصلت إليها الهيئة التحقيقية الخاصة المكلّفة بالتحقيق في هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها حكومة الكاظمي الغاشمة إلى الرأي العام والشعب العراقي , وبدون ذلك فليقدّم السيد فائق زيدان استقالته ويعلن للشعب العراقي أنّ القضاء العراقي مخطوف من قبل الحكومة الغاشمة وغير قادر على حماية أرواح وأعراض الناس وممتلكاتهم .. فليس من المقبول ولا من المسموح أن يتواطئ القضاء مع القتلة ويتماهى مع الحكومة الغاشمة بتسويف قضية شهداء جمعة استرجاع الأصوات المسروقة .. في الختام نذّكر بقول الله سبحانه وتعالى .. ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) .. صدق الله العلي العظيم ..