حزب الدعوة الإسلامية ، ونظرية ولاية الفقيه
بقلم : حسن المياح …
تعليقآ على ما جاء في الفيديو التالي نشره ، وعن العلاقة بين ولاية الفقيه التي هي مجرد نظرية سياسية إجتهادية مستنبطة للحكم والقيادة وفق إستنباط فقهي حر متعدد ، وبين حزب الدعوة الإسلامية كنظام إجتماعي سياسي يقود الحياة بما هو ترجمة أمينة ملتزمة صادقة وفية لما هو دين الإسلام ….. فللحزب أن يتبعها خالصة تفكيرآ إجتهاديآ سياسيآ كممارسة حكم وتنظيم حياة إجتماعية ، أو أن يطعمها بنظرية أخرى من مثل نظرية الشورى وغيرها من النظريات ، أو يرفضها ، ويلتمس غيرها منهج قيادة نظام حكم إجتماع سياسي . فإختيار النظرية كممارسة قيادة نظام حكم هو من فيض المرونة التي يتحلى بها التشريع الإسلامي ، إصطفاء نظرية ، كمنهج قيادة حكم وحياة إنسانية إجتماعية ، إعتمادآ على الأسس والمباديء الثابتة في الإسلام ، التي تمنح وتزود النظرية بالقدرة والقابلية على التحرك المرن الذي يحتوي ويستوعب في علاج ما يكون ، وما يستحدث ، من أمور ومواضيع وأحداث وقضايا …….
حزب الدعوة هو تنظيم رسالي إلاهي دعوي ، والسياسة هي جزء من متطلبات تركبيه الهيكلي العام الشامل ، الذي يحتويها ويستوعبها وسيلة حراك وتعامل مع من هو الآخر حزبآ أو تنظيمآ ….. فالسياسة لا تكون الصبغ الخالص المتفردالطاغي الذي يميز التنظيم الدعوي الرسالي ، بقدر ما هي السياسة جزء من تركيباته التي منها يتكون ويتألف ، لأن التنظيم كل مترابط يسمى عقيدة إلهية رسالية توحيدية ، أساسها ومرتكزها هو ” لا إله إلا الله ” عنوان رسالة ، وأساس عقيدة ، وسلوك دعوة تثقيفية تهذيبية إعتقادية إيمانية . فالسياسة جزء من كل في حزب الدعوة كتنظيم رسالي يدعو الى الله سبحانه وتعالى عقيدة إيمان راسخ ثابت ب ” لا إله إلا الله ” ، التي منها يستنبط تشريع ومنهج نظام حياة سياسي إجتماعي …… ذلك هو حزب الدعوة كحزب سياسي — الذي أصله إعتقاد ب ” لا إله إلا الله ” عقيدة ، التي تميزه عن سائر باقي الأحزاب السياسية بما هي صبغتها سياسية خالصة — يمارس تعامله الإجتماعي السياسي قيادة حياة ، وسلطان حكم متفرد شامل كامل تام ، لما هو تشريع إلاهي كامل شامل ، يمنهج الحياة نظام تصرف إجتماعي في سلوك سياسة ……..
وولاية الفقيه هي نظرية سياسية تتعاطى حاكمية كنظام سياسي إجتماعي يقود الحياة وفق تصور نظرة في الشريعة الإسلامية , وما تمنحه هذه النظرة من تصور فهم لما يتمتع به الفقيه من صلاحيات حكم وحاكمية تتيحها الشريعة للفقيه أن ينهل ويجتهد ويستنبط ويتصرف ويحكم …..
حزب الدعوة الإسلامية هو صبغة تنظيم إلاهي رسالي متمحورة في عقيدة ” لا إله إلا الله ” لضبط سلوك ، وتقويم حياة الإنسان في عالم الوجود والإمكان …. ؛ وليس صبغ تعدد ألوان تصرف سياسي ، وسلوكات حراك تعامل سياسي متقلب متبدل متغير متلون ، كما هو في السياسة الوضعية البشرية التي هي من إفرازات ذهن الإنسان المحدودة . حيث أن هذه الصبغة تحوي الثبات والتغير والتجديد بمالها من مرونة إستيعاب وإحتواء في ممارسة تطبيق الأحكام والتشريعات التي تنسجم مع ما هو متغير ومتبدل ومتحول ومتقلب من مواضيع مستحدثة ، وحوادث جديدة ومستجدة ، وفقآ لما لها من مرونة تحرك إستنباط مجتهد على أسس ركائزالشريعة الثابتة ……..
أنا أتحدث عن حزب الدعوة بما هو خط رسالي دعوي مستقيم قويم ، لا عن أشخاص سلكوا إنتماءآ صبغآ ، أو إنتسابآ منفعة …. ويقال عن تصرفات الأشخاص التي هي عرضة للإنحراف على أنها حزب الدعوة الإسلامية ، أو أنها الإسلام …… وهذه نقطة أساسية غاية في الدقة والضرورة والفهم …..
حسن المياح – البصرة .