حق.. اريد به باطل
بقلم : علاء الاديب …
ما أن اكمل السن القانوني .. حتى سارع الأمينون على القانون بإحالته على التقاعد. وليس ذلك طبعا احقاق لحق وإن بدا كذاك بموجب القانون. ولو انهم تركوه يعمل لخدمة وطنه بما عرف منه طيلة ايام خدمته لما شككت للحظة بأن في إحالته إحقاق حق وحرص على تطبيق القانون. إلا انهم وطيلة فترة عمله لم يتركوه لحاله بل ضيقوا عليه السبل بكل الطرق حتى زادوه تعبأ ومرضا. كنت ومازلت متتبعا لاخباره لانه رجل يستحق أن يكون محط أنظار كل الشرفاء في بلد جفت فيه أكثر منابع الشرف والأصالة والأمانة إلا مارحم ربي من عباده الصالحين.
فبعد ان نهض بالصناعة العسكرية في الزمن الصعب وبعد أن وضع لها اسسها المتينة من كوادر وخطوط وبرامج ومستلزمات وبعد أن أنجز مالم ينجزه غيره لهذا الوطن جاء من دفع ثمنا باهضا من المال للحصول على مكانه. لكن من اشتري المنصب ماكان يعلم بأن المناصب قد تباع وتشترى ولكن العقول المبدعة لايمكن أن تكون مبدعة الا عند من صفت سريرته و نصعت سيرته ونظفت يده فاكرمه الله بالخلق والعلم. ومن السلاح الى السيارات ورغم الفرق الكبير بين هذا وذاك إلا إن الاصيل ابى إلا أن يكون وجهه لله والوطن. فتسلم فابدع في مجال وإن لم يك مجاله لكن إيمانه بحتمية النجاح المعهود فيه هي التي جعلته يقول وبصوت عال لكل من أراد أن يقف بطريق خدمته لوطنه لا مناص من خدمة العراق وإن كره الكارهون.
بحثوا عن الزلة فيه فما افلحوا وفخخوا له الطريق بالمؤامرات فكأن الله حسبه وما خاب من كان حسبه الله فتعبوا وانتظروا ان يسعفهم القانون ليحيلونه على التقاعد بموجب العمر فما آخرهم عن ذلك حاجة العراق إلى كفائته وعلمه ونبوغه في عالم الصناعة الحربية وغيرها من المشاريع والمجالات التي ركب ناصيتها مقتدرا. والسبب بسيط جدا ومعروف للكثيرين.. لامكان للشرف في بؤرة فاسدة. ولا مكان للوطنية والوطن في الضمائر المتحجرة.
وعلى الرغم من وجع قد انتابني حين عرفت الخبر لكنني فرحت بأن الحكاية قد انتهت إلى هذا الحد.. فربما كانت لها نهاية أخرى وذاك هو مصير كل من يعيش من أجل العراق بضمير حي.
هذا الدي حدثتكم عنه هو استاذي وأخي وصديقي وقدوتي العالم الدكتور مظهر صادق التميمي رجل الصناعة الحربية في العراق ومؤسسها وبانيها. إن كان قد اجبر على الإبتعاد عنها فشواهده فيها لاتعد ولاتحصى وللناريخ ذاكرة لاتنسى وصوت لاينقطع.