[ أكرم اللحى وأخفف الشارب ]
بقلم : حسن المياح …
أهو حديث نبوي تربوي كريم شريف ، أو هو قول تأديبي حكيم مأثور … لا فرق من حيث المضمون ؛ ولكن الإختلاف هو في درجة الوثوق واليقين والإعتبار ، لما يكون حديثآ نبويآ يقتفى أثرآ وسلوكآ ودرجة إلتزام … أو هو قول حكمة يؤشر تصرفآ عاقلآ سليمآ ، أو أنه حسن صنع تصرف وسلوك ….
الذي يهم في هذا المقال مناقشة المضمون معنى ، والمنطوق لفظآ ، على أساس التفسير الإشاري والتأويل الرمزي الذي ينشده مضمون القول إستبطانآ …..
الرمز هو عمق وعي ، ونباهة عقل في تفكير ناضج ، وأنه يدلل على جودة إلتفاتة نباهة ، وحسن تقدير فهم …. لذلك كان المذهب الرمزي في الأدب هو طريقة غموض غوص في فهم معنى يستشف ويستوحى ، والتأويل بطون وقعور ، والتفسير إسفار ووضوح وظهور …..
الذي أستوحيه تبادرآ نابهآ دقيقآ من ‘ الشارب ‘ أنه الإهمال بقصد أو بدون قصد … والقصد هو العمالة وسلوك طريق الفساد الذي يورد ويسهل ظاهرة الخيانة ، ولذلك العميل هو الخائن ، الذي يبيع أغلى ما يملك من ” عقيدة ، ووطنية ، وشرف ، وعفة ، وكرامة ، وإنسلال إنحدار نسب ” ، والذي يسهل عنده بيع شرفه وتمييع عقيدته والتخلي عن وطنيته والتنازل عن عفته وكرامته ، فهو الأرخص الذي يباع ويشترى سلعة عمالة وخيانة وخضوع وخنوع ، بما يتساوى عنده نفاسة وندرة وجود أعلى وأغلى ثمن بما هو زهادة سعر ومقايضة هابطة رخيصة رذيلة ….. والمقصود ب” التخفيف للشارب ” هو الإقلاع التام الواعي للإحتلال والإستعمار ، والرفض الحاسم الجسور للصليبية والماسونية الصهيونية …..
والمستوحى نباهة تبادر من ‘ اللحى ‘ هو الوقار والرزانة والثبات والرسوخ والركون الآمن المطمئن المستقر الذي لا يترجرج ولا يهتز حركة إنفكاك وقلوع …. وتلك هي العقيدة والوطنية والشرف والعفة والكرامة ، وذلك هو الجهاد والنهوض والمقاومة والمقاتلة والصمود ، وأن العقيدة 《 عقيدة التوحيد في لا إله إلا الله ، التي ترفض كل الطواغيت والمجرمين والصنميين والمتصنمين 》 هوية الإصالة والوجود الإنساني السيد الكريم المستشرف إستعلاء حاكمية إلهية حق وعدل وإستقامة في شموخ رسالي حركي واع نبيه كريم مستقيم ، والإنتماء ، والإيمان ، والولاء ، وأن الوطن والعرض والعفة والكرامة هم كلهم عنوان الشرف والسيادة والعزة بالنفس والإستعلاء والشموخ ……. و ” الإكرام للحى ” هو الإلتزام الواعي اليقين ، والصمود الشجاع الشمم على مباديء العقيدة الحق وسيادة الوطن وسمو كرامة الوجود الإنساني الوطني السامي القويم …..
فلنقلع من العمالة والخيانة وإستسخاف وإهانة الحال ، ومن الخضوع والخنوع ، ومن الجبن والرعادة ومصلحة النفس الهابطة الأمارة بالسوء ، لما نكون سياسيين بمعنى إداريين وقيادات مؤمنة وطنية شريفة كريمة مهذبة ….. ، ولنؤكد أصالة وجود سيادة وإستقلال بعز كرامة وشموخ شرف وعرض وسمو كرامة وجود إنساني مستقيم قويم …. ولا يكون السياسي سلعة رواج منخفضة السعر في أسواق النخاسة والخساسة والرجاسة والدناسة والنجاسة والعمالة والخيانة ، ولا يكون هو السياسي في حالة رداءة تصرف بإنهماك توسل صنمية مجرمة تطلب الإستعلاء على أساس الكفر والضلال والإنحراف ، والقيادة على أساس الترهيب بلطجة والترغيب فساد رشوة …….
وهذا هو حال سياسي الصدفة والغفلة ، والعمالة والخيانة ، التي حكمت العراق والعراقيين ، بعد سقوط عهد دكتاتورية طاغية مجرمة لاغية حارمة ، وعنف وبلطجة ، وقتل وإبادة جماعية ترسل العراقيين الأشراف الأحرار الأباة الصابرين المحتسبين ، أفواج تضحيات ونذور تذبح صبرآ وهي المؤمنة الشجاعة الكريمة الصابرة المحتسبة الراجية لقاء ربها بدماء التضحية والشهادة على يد أتعس وأرذل وأخس خلق الله طغيان سلطان قاتل هالك ناقم بأحبال المشانق ، وعتلات مقاصل الطغيان والدكتاتورية والظلم والتفرد المجرم الناقم …..
كونوا — يا سياسي الصدفة والغفلة والعمالة والخيانة ، العبيد الأنحاس المناكيد ، الخنوع الخضوع — أحرارآ كما هم الشعب العراقي وحدانآ وزرافات إعتقاد خط إستقامة ، ونظافة وطنية ، ونزاهة شرف وعرض ، وطهارة وجود وعلو وسمو وإرتقاء كرامة ….. ؛ ولا تكونوا العبيد الخول المهانين الذين يتسولون العمالة والخيانة والإستعباد مقابل منصب أو موقع وظيفي هزيل مترجرج زائل ، ودولار أميركي ودينار عراقي منفق مصروف متلوف ….
حسن المياح – البصرة .