[ العراق مختبر تجارب أكاديمية تعليمية ]
بقلم : حسن المياح …
نعم السياسيون العراقيون النفعيون يريدون أن يجعلوا من العراق أن يكون مختبر تجارب أكاديمية للتعليم ، القصد منها إعادة ممارسة تجربة عمدآ وإصرارآ ، والنتيجة معلنة ومعروفة سلفآ ، وذلك لأن التجارب معادة ومكررة ، والعناصر والمواد الكيميائية هي نفسها وذاتها ، لأنها تجارب تعليم للطلبة ( الشعب العراقي ) على كيفية جمع وتركيب وتفاعل إجتماع مادتين أو أكثر من العناصر والمواد ، من أجل معرفة نتيجة التفاعل الحاصل من ذلك التركيب والتفاعل ، التي يعرفها ويعلمها الأساتذة ( السياسيون ) سلفآ ، ومن سابق ……
ولا أدري هل أن هؤلاء السياسيين يعرفون ويدركون أن المختبر على نوعين ، أحدهما الأكاديمي التعليمي الذي هم يمارسوه ، والمعتادون والمصرون عليه لمنافعهم المكيافيلية الذاتية والحزبية ، والأخر علمائي إكتشافي للتطلع لما هو إكتشاف جديد ، وهذا مختص بالعلماء الفطاحل الذين يكتشفون ويتطلعون لما هو جديد ، لا الأساتذة الذين يعلمون الطلبة على كيفية إجراء عملية تركيب وتفاعل مكرورة معروفة مستعملة معادة ……
العراقيون يعرفون ويعلمون ويدركون التجارب الأكاديمية التعليمية ، لأنهم درسوها في المدارس والكليات ، ونالوا الدرجات العلمية تخصصآ ومعرفة ومهنة ، فلا يحتاجون الى مثل هذه التجارب في المختبر الأكاديمي ، وذلك لأنهم يعرفون ، وأنهم مطلعون على العناصر وعمليات الجمع والتركيب الكيمياوي ، ويعلمون نتائج تلك التفاعلات والتراكيب إذا جمعت وتفاعلت ، وإذا عزلت وتفرقت …… وهذه العناصر هي الشخصيات السياسية القيادية ، والمواد هي الأحزاب والتيارات والتكتلات والتآلفات …. ؟؟؟؟ !!! فلا جديد تحت الشمس ، ولا هناك من جديد يكتشف ، لأنها تكرار وإجترار ، وإعادة وإهدار ، والهدر هو في ثروات الشعب العراقي نهبآ وسرقات ، وإستحواذآ وإستيلاءآ وإستئثارات ……
العراقيون ( هم الشعب العراقي ، ضحية التجارب المختبرية الأكاديمية التعليمية المكررة الروتينية المعادة ) هم بحاجة الى تجارب إستكشاف وإكتشاف ، والى إماطة لثام جاثم عن جديد وتحقيق ثمار ، ولا يكون هذا إلا من خلال إستخدام المختبرات العلمية العلمائية التي تبحث عن إكتشاف جديد ، وتطلع أكيد وصولآ الى ما هو مجهول ينفع ويدفع ….. وهذا الجديد المراد إكتشافه هو البرامج والمناهج والتخطيط العام للمشاريع والإستثمارات ، وما الى ذلك من إنهماكات وإستحداثات وإيجادات تنفع الشعب العراقي ، وتنمي ثرواته ، وتحافظ على تقدم العراق صعود نهوض إنتاجي وحضاري ……
فالمختبر الأكاديمي التعليمي الذي هو الشخوص السياسية المستهلكة الملاكة المدورة المعادة المدشنة الفاسدة لا نفع منها يرتجى ، ولا دفع ضر منها يتأمل أو يترقب ، لأنها وجودات طفيلية مستهلكة ، ناقلة أمراض وأوبئة ، وأنها علاجات منتهية الصلاحية التي لا تفيد تطبيبآ ، ولا تعالج مرضآ ( إلا مرض نفس المسؤول الأمارة بالسوء ) ؛ ولكنها مضرة للناس ، ومفسدة للشعب العراقي …… وبما أن العناصر المستخدمة في المختبر الأكاديمي التعليمي هي نفسها ، وذاتها ، ومن دون تبديل كامل ، وتغيير تام ، الذين هم السياسيون المخضرمون جاهلية تفكير ، وصعلكة سلوك إغارة من أجل النهب والسلب والقتل …. فإن المواد الكيمياوية التي هي البرامج والمناهج والتوجهات هي كذلك نفسها ، وذاتها ، التي جربت وفشلت وهزلت ، وظهرت عدم صلاحيتها ، وأنها إكسباير ، مصطلحآ علميآ وطبيآ خصوصآ كدواء علاج ( Expire ) ، وليس هناك من جديد يحل محلها ، ليصلح أن يكون دواءآ شافيآ ، وعقارآ مطببآ ……
ولذلك هم المصرون على بقاء نفس العناصر وذات المواد الكيمياوية المستعملة المستهلكة المنتهية الصلاحية المضرة الممرضة الناقلة للعدوى ، ولا يقبلون أن يأتي الدواء الجديد ، والعقار الحديث ، ليدشن الخدمة ، ويصلح ما فسد وتمرض ، وما توعك وضعف ….. ويزيل السخونة ويرجع الحرارة الى درجة ٣٧ المئوية التي هي درجة حرارة جسم الإنسان الصحية الإعتيادية ، ويقضي على جراثيم الداء الماكث الجاثم ، وميكروبات الوباء المستقر في / وعلى الجسم ( الشعب العراقي المستضعف المظلوم المحروم ) ………
والسبب في كل ذلك هو أن《 الذي خبث لا يخرج إلا نكدآ 》…..
وهذه هي مشكلة السياسة وتشكيل الحكومات في العراق ….. التي تصر على بقاء وتدوير نفس وجودات الأحزاب المجربة ، والتيارات المستهلكة ، والتكتلات السياسية الهالكة الفاسدة نفسها ، مع تغيير الإءتلافات بتبديل التوافقات لتحقيق مصالح مكيافيلية خاصة ، إستئثارآ لتحقيق منافع الذات والحزب والتيار ….. مهما كان نوع ذلك الإصطفاف ، المتلائم ، أو النشاز ….
حسن المياح – البصرة