الاعلان عن وفاة الصناعات العراقية ماذا يعني ؟؟؟

بقلم: كاظم فنجان الحمامي …

عندما يقيم اتحاد الصناعات العراقي مجلسا للعزاء في بغداد حزنا على وفاة القطاع الصناعي الخاص، فهذا يعكس حجم اليأس والإحباط والتذمر الذي يعيشه الصناعيون، ويعني اننا أمام كارثة حقيقية تستدعي استنفار الجهات العليا في البلاد، ووقوفها على أسباب وتداعيات هذه المأساة التي عصفت بالمعامل والمصانع، وحولتها الى فريسة مشاعة لمن هب ودب، لترزح تحت وطأة إجراءات التنكيل والتعطيل. .
مئات المصانع والمعامل كان من المؤمل أن تسهم في تشغيل آلاف العاطلين من الشباب، إلا أنها توقفت بسبب عدم توفر أبسط الخدمات الضرورية، وفي مقدمتها الماء والكهرباء والوقود، ومع ذلك ظلت مجبرة على دفع الرسوم والضرائب.
فقد تسبب الفشل الإداري والمالي بتدمير القطاع الصناعي بالبلاد. وانحسار اجراءات حماية المنتج المحلي، ما أدى إلى إغلاق آلاف المصانع. آخذين بعين الاعتبار أن مصلحة جميع الدول المجاورة تكمن في عدم عودة العراق للإنتاج الصناعي كونه سوقا استهلاكية كبيرة ونهمة.
والطامة الكبرى ان معظم الجهات المعنية غير جادة في التعامل مع أزمات القطاع، إلى جانب الأوضاع الأمنية والاقتصادية غير المستقرة. ناهيك عن وصول فئة من القيادات غير الكفوءة وغير المتخصصة، والتي ظلت تتحكم بمراكز صنع القرار الاقتصادي والصناعي، وافتقادها للخطة الاستراتيجية الطموحة بعيدة المدى، والتي يفترض ان تكون مبنية على أسس علمية لإعادة تفعيل هذا القطاع بمختلف مفاصله وتطويره. .
ختاماً لابد ان ندرك منذ الآن ان هذا القطاع تجاوز مرحلة الاحتضار، وقد أُعلنت وفاته رسميا في مجلس العزاء الذي أقامه الاتحاد على روح الفقيد، من دون ان يتلقي اي برقية مواساة من المتهمين باغتياله. .
وإنا لله وإنا إليه راجعون. .