بلاويكم نيوز

رسالة مفتوحة إلى السيدين مقتدى الصدر ومسعود البارزاني

0

بقلم : أياد السماوي …

إلى السيدين مقتدى الصدر ومسعود البارزاني ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قال الله تعالى في كتابه المجيد ( بسم الله الرحمن الرحيم .. وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَأُوْلَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .. صدق الله العلي العظيم

السادة الأفاضل .. في هذا الظرف الحسّاس والخطير الذي يمرّ به بلدنا وشعبنا أكتب لكم رسالتي هذه منطلقا من واجبي الوطني والشرعي والأخلاقي باعتباري أحد صنّاع الرأي في العراق ومن المعنيين بالشأن السياسي العراقي .. ولا شّك أنّكم أيّها السادة الأفاضل قد وقفتم على قرار المحكمة الاتحادية العليا المتعلّق بالنصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية , حيث قضت المحكمة الاتحادية العليا الموّقرة بأن النصاب يتحقق بحضور ثلثي مجموع عدد أعضاء مجلس النواب الكلّي .. ولي الشرف كلّه أن أكون الشخص الذي نظّرّ ووقف وراء صدور هذا القرار التاريخي , من بداية مقالي الذي كتبته في 22 / 1 / 2022 تحت عنوان ( المادة 70 من الدستور سلاح نووي فتّاك ) والمقالات اللاحقة التي تلت هذا المقال والتي دفعت رئيس الجمهورية لتوجيه الاستفسار للمحكمة الاتحادية العليا حول نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ..

أيها السادة الأفاضل .. لا شّك أنّكم ترون أنّ صدور هذا القرار العظيم من قبل المحكمة الاتحادية العليا الموّقرة , كان بمثابة ضربة موجعة لما كنتم تخططون له بإجراء جلسة مجلس النواب بنصاب النصف زائد واحد ومن ثمّ انتخاب رئيس الجمهورية المتّفق عليه من قبلكم بالاقتراع الثاني , وبعدها بدقائق معدودة يقوم الرئيس المنتخب بتكليف مرّشح الكتلة الصدرية لرئاسة الوزراء , لكنّ قرار المحكمة قد جاء بما لا تشتهي أجنداتكم .. وبعد صدور قرار نصاب الثلثين , لم يعد أمامكم أيّها السادة سوى العودة للتوافق الوطني على تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في صفقة واحدة مع كتلة الإطار التنسيقي وحزب الاتحاد الوطني , فبدون هذا التوافق الوطني لن ولن ولن تكون هنالك أيّ جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية , فإن توافقتم على رئيس للجمهورية يكون رمزا لوحدة الوطن ويحافظ على استقلال العراق وسيادته , ورئيس للوزراء نزيه وقوي وشجاع وذا خبرة في إدارة الدولة وغير مشهور بلعب القمار ومعاقرة الخمرة , حينها تكونوا أيها السادة قد أدّيتم الأمانة كاملة لوطنكم وشعبكم ..

أيّها السادة الأفاضل .. إنّ بلدكم وشعبكم يمرّ اليوم بأصعب ظرف سواء كان ذلك من الناحية السياسية أو الاقتصادية والخدمية أو الأمنية , وهذا يتطلّب منّا جميعا أن ننزع ثوب أحقادنا الشخصية والحزبية والفئوية , ونتّجه بقوّة الله وعونه نحو إنقاذ بلدنا وشعبنا من الفقر والجوع والبطالة وتدّني الخدمات والتعليم والصحة .. أيّها السادة أنّ الله سبحانه سوف لن يغفر لكم ولن يرحمكم ما دمتم متمّسكين ومتخندقين داخل مواقفكم الشخصيّة وعنادكم , والبلدان أيّها السادة لا تبنى من خلال التقوقع والانحسار داخل المواقف الشخصية والمصالح الحزبية والفئوية , بل من خلال الانفتاح الإيجابي على الكتل والشخصيات الوطنية المخلصة المعنيّة بتقدّم البلد وازدهاره .. ختام رسالتي لكم أيّها السادة .. أن تتوّكلوا على الله سبحانه وتعالى وتضعوا مصلحة بلدكم وشعبكم فوق أيّ اعتبار آخر والتمّسك بكلام الله سبحانه وتعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .. صدق الله العلي العظيم

أياد السماوي

في 12 / 02 / 2022

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط