الى الخال العزيز أبي حنان الدر المبجل …..
بقلم : حسن المياح …
أرجوك خالي العزيز أبا حنان ، وأنا أحبك وأحترمك وأعزك ، وأنت المستعجل العجول لإزالة كل من يختلف معك في الرأي ، أو المنهل الذي يوجه الى إنتماء ، من كروبك ( الراصد الصحفي الخدمي ) الذي أنت مؤسسه ، وعامله ، وفاتحه ، ويجب أن يكون الرصد عامآ شاملآ للكل والجزء ، والكبير والصغير ، والمؤالف والمخالف … وكأنه مصدر عيش واحد أحد ، بعده الإنسان لما لا يكون فيه ، فإنه سيتعرض للفقر والحرمان ، والجوع والإنعزال ؛ ولكن فتحه جزئي لا كلي يستوعب الرأي والرأي الآخر ، وتلك هي مشكلة عامة ، وتختص بمعسكر العالم الثالث الذي يشوبه ، بل يغطيه التخلف والجهل والجاهلية المعرفية وثقافة القهقرى…. ، وكل آخر عزيز ، أن تكون القراءة ، ويكون فهم المقال بتجرد وموضوعية …. لا بحساسية ( وخصوصآ إذا كانت حارة مفرطة ) وإحتقان ، وإنغلاق وإقفال ، وتقوقع وإتهام ، على أساس تأثير موج التأثر بما تميل اليه من إنتماء مخصص معين ….. لأن الفكر الكلي العام مطلق ، لا يحد بحد ، ولا يقيد بقيد ، ولا يساق الى مورد ضيق على أنه هو المقصود لا غير … لا ورب راقصات الخلق الإلهي الكوني ……. وهذا التضييق الذي نعيشه ونعاني منه ، ما هو إلا تربية وتهذيب أدبيات داخل وخصوصيات محيط التنظيم الحزبي الذي يقوقع ، ويصبغ ، ويوجه ، ويؤكد …….
نحن نكتب فكرآ عامآ شاملآ قائمآ على أساس الكليات . وما النماذج الجزئية التي تذكر ، إلا مفردة مصداق من المصاديق . وما أردت خالي الحبيب أن نكتب عنه تفصيلآ وباسهاب مجوسي ، تعذرنا لأننا لسنا من عباد النار ، حتى نتمجس ، ونروج لعبادة غير الله سبحانه وتعالى ، ونحن عبيده سبحانه على أساس الإعتقاد والإيمان بعقيدة التوحيد الإلهية الرسالية في《 لا إله إلا الله 》 . وكل نموذج حكومة تقوم على أساس ما ذكرنا من كلي عام ، فهو النموذج ، وهي الحكومة مشمول به ، بلا مدعاة الى سرد مسهب تفصيلي بلون مجوسي أو كونفشيوسي أو سنيكوي كلبي ….. والمذهب الكلبي في الفلسفة اليونانية القديمة معروف ، وقد أسسه الفيلسوف سينيكا ….. ولا تسألني عن الكلبية ، وما هي ماهيتها ، وما هو جوهرها . إتعب نفسك وطالع لتزداد معرفة وثقافة …
ودائمآ أقول من أجل الفهم الواعي والإحاطة ، والدقة ….. أن لا نتسرع ، ونتعجل ،،، لأن الفكر بحر عميق ، له خصائص دقيقة مخصوصة متفردة في العوم والسباحة ، بلا حاجة الى طوف وطوق نجاة …. لأن السباح الممارس المحترف ، يعرف فن الفوج , وعلم العوم , ومهارة السباحة في المياه العميقة والأمواج الشديدة المتلاطمة ….. كما هو المفكر النحرير المتحرر اللامقيد لما يغيب غوصآ في محيطات الأفكار والآيدلوجيات ، ويبحث عن سر غياهب المعرفة وأنوار الثقافة لما للثقافة من إشعاع نور إعتدال ، وإشراقة إستقامة …..
وشهاب الدين أضرط ( أتعس ) من أخيه ، بالنسبة لنماذج الحكومات ، وجزئيات التطبيقات للتطلعات والتأسيسات والتشكيلات التي هي مظاهر لفظية صوتية ، لا ترجمة واقعية لها في ميادين العمل والممارسة ، والأمثلة التي هي المصاديق التي يشملها الحكم الكلي العام الشامل ، كما يقول المثل ….. بمعنى أن كل المصاديق الجزئية سواء ، لما يشملها الحكم الكلي العام …..
ويمكنك أن تعتبر هذا الإسهاب مجوسيآ ، إن أردت وأحببت ، خالي العزيز الكريم أبا حنان الغالي المبجل …..
وحقك خالي الحبيب ، أنا أكتب دون ميل الى حزب أو فئة أبدآ …. لأن — (من خلال ممارستي الرسالية ووعي المنفتح على مفاهيم القرآن ، لما يتحول العمل والجهد الرسالي الى تنافسات أحزاب سياسية ، فإنه يتلوث بلوث وأوساخ وقاذورات وتخبطات وفوضى السياسة الدنيوية المكيافيلية المتقلبة المتحولة التي فيها الغاية تبرر الواسطة ، مهما كان نوع تلك الواسطة والوسيلة من ذالة وسفاهة وهبوط وإنحراف …… لأن الأساس في المبدأ المكيافيلي الحاكم على كل السياسات هو ” تحقيق الغاية “— ) الأحزاب هي كلها سراب بقيعة تحسبها ماءآ يروي العطش ويسقي العطشان ، في الفهم الرسالي القرآني ؛ وهي ليست تنظيمات وسلوكات رسالية ؛ وإنما هي عبث بشر عابث ، همه علفه وتحقيق طلب شهواته ورغباته ونزواته ….. ولذلك — خالي الحبيب — أنا أكتب على أساس هدي القرآن ، ووعي لمفاهيمه وأحكامه ، وكلياته وتوضيحاته ………. وهل هناك أفضل من القرآن هداية طريق إستقامة ……. وقد نيفنا على السبعين عامآ عمر حياة سنين بسنتين ، ونحن لا زلنا ننهل من القرآن معارفه وكلياته ، وأحكامه وثقافته وتوصياته …….
حسن المياح – البصرة .