الشيخ جراح، إنه بيتي
بقلم : هادي جلو مرعي …
وكأنه لايعلم إن هذه السيدة الطاعنة في السن ولدت هنا، في هذا الحي العتيق، فيتبجح وبوقاحة، ويطلب منها مغادرة منزلها الذي عاشت فيه كل تلك العقود من السنين، ثم يقول لها: إنه بيتي!!
وببساطة، وبلا أدنى تردد، وبينما رجال الشرطة يتفرجون، يستمر المستوطنون الذي يتزعمهم يميني متطرف بمهاجَمة أبناء الحي العزل، ويفتعلون الأزمات المتتالية، ويقومون بأفعال عدوانية ليرغموهم على المغادرة في إصرار واضح على نفي حقهم في البقاء، والعيش في المكان الذي ورثوه عن أجدادهم، وعبر أزمنة لم يكن هناك من مستوطن واحد، أو لم يكن قد ولد أجداد هولاء المستوطنين الذين يحظون بمعاملة خاصة من السلطات الإسرائيلية، ولاينهاهم أحد عن عبثهم وطغيانهم، وهم مطمئنون الى ضمير العالم الذي يغط في سباته العميق طوال الفصول الأربعة، فلا دفء يحركه، ولاأنواء تهزه ليبدي رأيا، أويساند مظلوما ضاقت به السبل، فلم يعد يجد سوى الرب ملاذا، وصوته ويديه وقدميه ليذود بها عن حق يستلب منه، وهو أعزل إلا من هذه الآلات الضعيفة التي يمكن أن تصيبها نيران الجنود، أو تقيدها سلاسل الحديد، ثم تودع في