رايات أمريكية مخادعة
بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
حملت الحكومة الأمريكية هذه الرايات الخدّاعة (false flags) في جميع معاركها المفتعلة ضد الآخرين، فهي التي تختلق الذرائع والحجج لتبرير تحركاتها العدوانية، وما أكثر المؤلفات والمقالات التي حذرت من هذه السياسة الخبيثة وتناولتها بالشرح المفصل، لكننا ابتلينا بأصحاب العقول المشفرة، الذين ما أن تحدثهم في شيء، وتقدم لهم الدليل حتى يتهمونك بالهذيان والوقوع بأوهام نظريات المؤامرة، ثم جاءت اعترافات (جون وذرهود) لتفتح صندوق الأسرار، وتضع النقاط على الحروف، ومع ذلك ظل الموالون لأمريكا يسخرون من تلك الاعترافات، ويرفضون مناقشتها. .
دعونا نبدأ من عام 2003 وهو العام الذي روّجت فيه الادارة الأمريكية التنبؤات التوراتية حول ظهور يأجوج ومأجوج في مدينة بابل العراقية. فقد صدر في فرنسا كتاب بعنوان (إذا كررتها سأنفيها) من تأليف جان كلود موريس، ذكر فيه إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تلقى مكالمة هاتفية من بوش ناشده فيها بالانضمام إلى قوات التحالف لإلحاق الهزيمة بيأجوج ومأجوج في العراق. ويقول شيراك إنه شعر بالحيرة من هذه المكالمة، وتساءل: هل يمكن أن يصل إنسان ما إلى هذه الدرجة من السذاجة ؟. .
ولعبت أمريكا دوراً رئيساً في تأسيس المنظمات المسلحة والميليشيات السرية تحت اسم (Stay- Behind) لزعزعة أمن البلدان تمهيدا لتحقيق مآربها، وكان لها الدور الأكبر في تشكيل الفصائل الارهابية المتطرفة، وتأسيس وتدريب وتمويل فرق الموت في الشرق الأوسط، ولها اليد الطولى في إثارة الفتن وتأجيج الأحقاد بين أبناء البلد الواحد. .
وربما سمعتم بيانات الاستخبارات الروسية التي كشفت فيها عن التحركات المريبة في قاعدة (التنف) التابعة للقوات الأمريكية في سوريا، والتي باتت معسكرا لتدريب إرهابيي (داعش) تمهيدا لإرسالهم إلى أوكرانيا لمؤازرة النازيين الجدد.
ولكي نختصر الطريق يكفي ان نذكر ان المكتبات العالمية تعج بعشرات المؤلفات التي تحمل عنوان الراية الخدّاعة (false flag) لأكثر من مؤلف وأكثر من كاتب، وجميعها غير مترجمة الى اللغة العربية، لكنك إن فتشت عنها في محرك البحث جوجل ستجدها منسوبة لأكثر من مؤلف، نذكر منهم: (John Altman)، و (Mike Grist)، و (Jay Tinsia)، و (Jack Slater)، و (Henry Brown)، و (Philip Marshall)، و (Jay Barrett)، و (Bobby Akart)، و (Tom Gething)، وربما يطول بنا المقام لذكر المؤلفين الذين تناولوا الموضوع نفسه، وحذروا من خبث المخططات الأمريكية المخادعة، لكن مشكلتنا بالذين لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون. .