أيهما الأقرب للصين والهند ؟
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
شاهدت ليلة امس على شاشة التلفاز مجموعة من الأسود يقتل بعضها بعضا في معركة شرسة من أجل الفوز بلبوة يافعة كانت تقف في مكان آمن وسط الغابة بانتظار نتيجة الصراع الدامي. كانت اللقطات تعبر عن شيوع قانون الغاب، تماما مثلما يجري الآن داخل حلبة الصراع بين روسيا ودول الناتو من أجل الفوز بمحبة الصين والفوز بمحبة الهند، وضمان انحيازهما إلى الطرف الفائز بالصراع. فقد أرسلت كل من روسيا والمملكة المتحدة وزيري خارجيتهما إلى الهند في توقيت واحد، ما أدى إلى تواجد دبلوماسي محرج إلى حد ما، وكان كل منهما يسعى لجذب حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بشأن الحرب المتفجرة في أوكرانيا. .
قالت الخارجية البريطانية في بيانها إن هدف الزيارة جاءت لإقناع الهند بأن العلاقات الأعمق بين البلدين ستعزز الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وعلى الصعيد العالمي. .
وقالت الخارجية الروسية ان زيارة سيرجي لافروف للهند تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية، وتسويق المزيد من النفط للهند، وجاءت الزيارة في الوقت الذي تواجه فيه روسيا مقاطعة واسعة النطاق لاستيراد الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة. .
وقالت الولايات المتحدة انها أوفدت كبير المستشارين في البيت الابيض (داليب سينغ) إلى الهند للتشاور عن كثب مع نظرائه بشأن عواقب الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا وتخفيف تأثيرها على الاقتصاد العالمي. .
وقد أثار موقف الهند والصين دهشة الكثيرين في جميع أنحاء العالم، بسبب امتناعهما عن التصويت في الأمم المتحدة ضد روسيا، واستشهد الكثيرون بعلاقتهما الدفاعية التاريخية مع روسيا.
نذكر – من نافلة القول – إن الهند خططت لميزانياتها حول سعر النفط عند حوالي 75 دولارا للبرميل. ثم جاءت الحرب فرفعت الأسعار إلى ما يزيد عن 100 دولار، وكان هذا سبباً آخر لعدم تمكن الهند من التخلي عن علاقتها مع روسيا المُصدرة للنفط، والتي تشتري منها النفط بسعر مخفض، في الوقت الذي يتطلع فيه المشترون الغربيون إلى تقليص وارداتهم من الطاقة بشكل كبير من روسيا. .
أما عن الصين فقد أقام بوتين علاقات ودية معها، وقال الرئيس الصيني عن بوتين: (بأنه أفضل صديق للصين)، وتعمقت العلاقات بينهما، بينما شهدت توتراً ملحوظاً مع الغرب. .
أغلب الظن اننا نقف على مسافة قريبة من قيام نظام عالمي ثنائي، ويبدو أن الصين والهند تقفان الآن إلى جانب روسيا. .