بلاويكم نيوز

ثورة الطماطة. . وما بعدها ؟!

0

بقلم: كاظم فنجان الحمامي …

لكل ثورة ما يذكي جمراتها الخامدة تحت رماد الفجائع المتلاحقة، التي تحصل هنا او هناك، حيث يعرش تعب مكدود في وجوه الناس، الذين يلتحفون أيامهم المكللة بالعوّز، والحاجة من أجل لقمة عيش كريمة. وإذا ما تتبعنا أحداث التاريخ فإننا سنجد أن معظم قادة العالم الأحرار، من الثوريين الذين نذروا نفوسهم لقضايا شعوبهم ساروا في نهج الوقوف بوجه ثلم حاجة الناس إلى العيش الكريم .ومنهم، على سبيل المثال لا الحصر، المهاتما غاندي في ثورة الملح عام 1930، أو ثورة الخبز في مصر عام 1977، او ما حصل في تونس عام عام 1984، او موريتانيا عام 2007، والقائمة تطول . .
ما ذكرناه آنفا يعطينا مؤشرا على أن لقمة العيش خط أحمر، حتى أن الله سبحانه وتعالى قد أشار إلى ذلك بقوله جل علاه (ولك فيها إلا تجوع ولا تعرى). واليوم يعيد التاريخ نفسه، وتنتفض مدينة الفراهيدي (البصرة) في ثورة (حمراء) مدادها نقص عروس الموائد (الطماطة)، التي احتلت مرتبة متقدمة في ثورات الشعوب انطلاقاً من بلغاريا عام 2012 حتى ما نراه حاصلا في البصرة . .
إن هذه المسألة لم تعد مجرد إشباع حاجة آنية بقدر ما هي نوع من المساس بعيش الطبقات الفقيرة، وإثارة حفيظتها، والتلاعب بمقدرات عيشها الكريم، ومن أجله مارست الجماهير الغاضبة أبسط حقوقها، وعبّرت عما يجيش في نفس كل شريف، فاتجهت إلى منفذ الشلامجة. لم تكن تبحث عن لذة آنية، بقدر ما كانت تبحث عن عزة نفس كرامة تليق بالعراقي، فاستطاعت بهذا الفعل أن ترسم خطاً للتعبير على لائحة الزمن، وتعيد لأذهان المتناسين أن العراقي لا يمكن أن تنطلي عليه الشاردات مهما سُلفنت. .
وهنا لابد من إثارة التساؤلات التالية، فنقول:-

  • متى تنتفض الجماهير في احتجاجاتها ضد ثروات الغاز المهدورة، والملتهبة حرقاً في أجواء البصرة ؟.
  • متى ترتفع أصوات الاحتجاجات ضد مشاريع إنشاء أربعة سدود فوق روافد نهر دجلة في إقليم كردستان، والتي ستتسبب في تعطيش البصرة وحرمانها من المياه ؟.
  • متى تنتفض البصرة للمطالبة بحقوقها في صندوق البترو-دولار ؟.
  • وهل ستتغاضى عن مشاريع تصدير نفطها بالمجان الى العامي والشامي ؟.
  • وهل ستسكت إزاء حرمان ابناءها من العمل في حقولها، بينما تتصاعد معدلات العمالة الأجنبية في تلك الحقول ؟.
  • وهل تناست حقوقها في إنشاء محطات تحلية المياه في مواجهة تصاعد العمود الملحي بشط العرب ؟.
  • فالذي يطالب بحقه بالغذاء والدواء، ينبغي ان لا يلغي حقوقه الأخرى في حقل السيبة الذي ولد ميتاً، ولا يتنازل عن حقوق اخوانه الذين يتعرضون للاضطهاد على يد بعض المدراء المتجبرين. .
    خلاصة القول: ينبغي أن يدرك أهلنا في البصرة أنهم هم القادة في مدينتهم، وهم السادة في المطالبة بحقوقهم. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط