توقف للتفتيش.. حتى يأتيك الفرج .
بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
لا أحد يجهل ما يجري في السيطرات الداخلية، فوزارة الداخلية نفسها تعلم علم اليقين بما يجري هناك، والدولة بكل تشكيلاتها ترى وتسمع، والنواب كلهم يعلمون، والشعب كله لديه حكايات مؤلمة معها، فلكل محافظة نقاطها التفتيشية التي تتحكم بمداخلها ومخارجها، وتفرض نفوذها على المركبات القادمة والمغادرة، وصار منظر طوابير الشاحنات والتريلات، التي تمتد لمسافات طويلة جدا، من المناظر المألوفة، حتى الشوارع نفسها لم تستطع تحمل أوزان السيارات الحوضية الثقيلة، فتموجت الطرقات وتخسفت وتشققت لفرط ما طال وقوف الشاحنات بانتظار السماح لها بالانطلاق. وتطوقت مدننا الصناعية بحواجز تتحكم بها سيطرات تابعة للجيش، تتفحص المواد الداخلة للمعامل، وتتفحص منتجاتها المتوجهة للسوق، وللعاصمة نقاطها التفتيشية (السوبر) التي تحتجز كل العجلات، حتى لو كانت سيارة إسعاف، فالكل هناك يخضع للفحص والتدقيق والتفتيش. ويتعين علينا الرضوخ والانصياع والامتثال للأوامر التي تقول: (أحترم تحترم). فالقاسم المشترك لكل السيطرات الداخلية انها مقدسة ومصونة ومعصومة من ارتكاب الأخطاء، ولا يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها، فهي لا تفرض الاتاوات على الداخل والخارج، ولا تتسبب بخنق الاقتصاد الوطني، ولا تفتعل الأزمات والمنغصات والمعرقلات، ولا تستفز المواطنين ولا تزعجهم، وإلا بماذا تفسرون هذا الصمت المطبق إزاء ما يجري هناك، سيما انكم جميعا تعلمون وترون وتسمعون ؟. وهل سيبقى الحال على ما هو عليه ؟، ام سيتدخل أولي الأمر لمعالجة هذه الظاهرة الفريدة في الكون ؟. ومتى يتدخلون ؟. .
في الصين التي يقترب تعداد نفوسها من المليارين، والتي تتشابه فيها وجوه الناس وأسمائهم وأحجامهم، تتحرك المركبات بمنتهى المرونة والانسيابية والسلاسة. .
أذهب حيثما شئت في شرق الارض وغربها، وأبحث في شمالها وجنوبها، لن تجد مثل سيطراتنا سيطرات، ولن تجد مثل متاهاتنا متاهات، ولن تجد مثل إجراءاتنا إجراءات، ولن تجد مثل مصيبتنا ويلات. .
ربنا مسنا الضر وانت أرحم الراحمين. .