حتى لا تكون خطوة حدودية إلى الوراء
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
حذرت الباحثة (رنا خالد) من انكماش مسطحاتنا البحرية وتراجع خطوطنا الساحلية، جاءت تحذيراتها في تغريدة كتبتها على صفحتها في تويتر، هذا نصها:-
((في عام 2009 قدمت إيران طلباً إلى العراق بعدم إستخدام ميناء خور العمية النفطي كونه جزءاً من الأراضي الإيرانية. اليوم وزارة النفط تعلن عن توقف ميناء العمية لأسباب غير منطقية مما قد يعرض العراق لخسارة 20%من طاقته التصديرية، هل سيتم إطلاق الرصاصة على هذا الميناء تمهيداً لتسليمه الى إيران !)). .
في ضوء ما تقدم لابد لنا من إزالة اللبس، وتوضيح المواقف بمنتهى الشفافية، بعيداً عن اللف والدوران، ولكي نختصر الكلام سوف نختزل الشرح بالومضات التالية:-
1- قدمت إيران طلبها بضم خور العمية عام 2009 ثم تراجعت، لكنها كررت مطالبها عام 2012 وما بعدها عندما اثبتت اللجنة الفنية العراقية-الإيرانية لتحديد خط التالوك في شط العرب بالرصد والمسوحات عائدية الخور للعراق، وتوالت مطالب إيران على الرغم من تنوع حدودها البحرية في الخليج العربي، وفي خليج عمان، وفي بحر العرب، وفي بحر قزوين، والتي تزيد على 3000 كم. .
2- أقامت إيران عام 2021 منصة جديدة في منتصف مدخل شط العرب من جهة البحر من دون ان يعترض عليها أحد. وذلك على الرغم من الدراسة المعمقة التي قدمها مدير المساحة العسكرية السابق الى مجلس الوزراء لدحض حجة إيران للاستيلاء على المنطقة بدون وجه حق. .
3- تعزى أسباب توقف الضخ من خور العمية في المقام الأول إلى أعمال الصيانة التي استغرقت وقتاً أطول من المعتاد. وتعزى في المقام الثاني إلى تلف الأنبوب البحري المنتهية صلاحيته بسبب التقادم، وقد قامت شركة نفط البصرة بمد أنبوب جديد (48 عقدة) إلى الميناء لغرض تشغيله، لكن تفاقم المشاكل مع الشركة المنفذة للمشروع حالت دون ذلك، ومن المؤمل أن يُحال المشروع الى شركة أخرى. وتعزى في المقام الثالث الى تراكم الأطيان المتأتية من ظاهرة الارساب، والتي تسببت بتردي أعماق أرصفة ميناء خور العمية، ولم تعد قادرة على استيعاب ناقلات النفط المحرجة بغاطسها. .
4- تعاقبت هذه الأحداث منذ عام 2003 ولغاية الآن من دون أن تتخذ الجهات البحرية المعنية أي إجراءات احترازية لمواجهة الزحوفات الحدودية المحتملة، ناهيك عن غياب الدور الفاعل الذي ينبغي ان تنهض به الهيئة البحرية العراقية العليا. .
5- من هنا يتعين على الجهات البحرية التحرك الفوري نحو إنهاء أعمال الصيانة في الميناء، وتهيئته لاستقبال الناقلات التي تعمل الآن في منطقة (STS) بدلاً من مقتربات العوامة (5)، ويتعين على الموانئ إرسال سفنها العاطلة للرسو هناك بدلا من تراكمها على الأرصفة التجارية. فالمصلحة الوطنية تتطلب تنشيط الحركة من والى الميناء، ولا ينبغي تركه مهجورا حتى لا يكون في متناول الزواحف الحدودية. .
6- يتعين على آمرية خفر السواحل التحرك منذ الآن لاتخاذ منصة لها في الميناء لتكون مقرا مكملا لمقراتها الممتدة على طول شط العرب في أم الرصاص وسيحان والدويب وكوت عگاب ورأس البيشة . .
7- ويتعين على شركة نفط البصرة الرد بلطف على تغريدة الباحثة (رنا خالد). .
مشكلتنا الازلية ان الجهات البحرية التابعة لمعظم الوزارات العراقية لا زالت غير مرتبطة مع بعضها البعض، الا في حالات نادرة وطارئة، وكان يفترض ان يكون لمجلس ادارة الهيئة البحرية الدور الفاعل في تقريب وجهات النظر، وتوحيد الرؤى، وإعداد الخطط. .
ختاماً: هل سيترك المسؤولون الحبل على الغارب ؟؟، وهل سيتخلون عن مسؤولياتهم الوطنية في الذود عن سيادة العراق على أرضه ومياهه وأجواءه ؟. .