واقع حال وعي الديمقراطية عراقيآ .
بقلم : حسن المياح …
من خلال المشاهدة المتواصلة لما هو تشكيل حكومة وتأسيس برلمان منذ عام ٢٠٠٣م ، ومن خلال المتابعة الدؤوبة الواعية لما هو خير ، وما هو شر ، من سلوكيات وممارسات المسؤولية ، لاحظنا بكل موضوعية يقين ، أنها محاولات مكيافيلية لإسباغ الشرعية على كل ما هو تصرف تشريعي وحكومي الذي يمنح سمة الجواز ، ودلالة الإستحقاق ، لما يقوم به المسؤول ، وأنه أجر معاوضة ، ومبادلة إنفاق مجهود — مهما كان نوع ذلك المجهود وما يهدف اليه من غاية ، فهو العمل المشروع والإستخقاق المقبول المقرور ، وهو الكاسب للصفة الشرعية الجماهيرية ، بما هم هؤلاء المسؤولون أنهم منتخبون ، وأنهم الممثلون للشعب العراقي بروح وسام تزكية الإنتخابات الديمقراطية ، التي حقيقتها أنها لا تميز الصالح من الطالح ، والمجرم من السوي ، والفاسد من الصالح ، وما الى ذلك من تقارن تقابلات وتناقضات ، لأن المعيار الحاكم ، والميزان الفاصل ، هو الصوت الإنتخابي الذي يمنحه المواطن بلا وعي ، ولا مسؤولية ، ولا تمحيص بضمير ، ولا تعيين بمعرفة ، وهو ( المواطن الناخب ) الظان بأن سلوكه هذا اللامسؤول ، سوف يفلته من العقاب الإلهي ، وهو الذي قد مهد للظالم الفاسد المنحرف المجرم ، أن يكون حاكمآ دكتاتورآ مستبدآ طاغية زمانه ، وأنه هو الذي يكون ولي الأمر الذي تجب طاعته ، وأن المواطن الناخب يظن قد أدى ما هو مكلف به ، وأنه قد أسقط التكليف الذي يطوق رقبته مسؤولية حساب إلهي ، وأنه لا وزر عليه ، وأن وجوب التكليف قد وضع أوزاره عنه ، لما إنتخب برعونة ، وجهل ، وصنمية ، وتحجر تفكير الذي لا يرشده أن يميز أخته من زوجته ….. ؟؟؟ !!!
المواطن العاقل والبليد هو من أسبغ المشروعية والموافقة لكل من هو مسؤول على أساس النهج الديمقراطي ، لما هو نظام حكم سياسي إجتماعي مستورد سلفنة رواج سلعة إستخدام ، وقد قبله فرضآ قسرآ — خانعآ خاضعآ طائعآ ، وبمعونة من هو عميل متسول خائن منحرف سمسار دعارة ينتمي مسقط رأس ولادة في العراق ، بلا رضاعة من ثدي عقيدة لا إله إلا الله ، ولا مص حلمة تغذية من حليب الوطنية التي سقته أمه رضاعة غذاء ، وهو الناكر لحقها التي حملته كرهآ ، ووضعته كرهآ ، ومدة حمله وإتمام رضاعته حولان كاملان بأربعة وعشرين شهريهما الكاملة التامة — من المحتل الأميركي الصليبي ، والبريطاني المجرم المستعمر الذي يتعانل بثأر قديم سابق كان قد تجرع سمه ، وتحمل ألمه وأذاه ، وألزم ( هو المواطن الناخب ) نفسه بالسكوت عن كل ما هو ظلم وتجويع ، وإجرام وتشنيع ، وإنحراف وتضييع ، وسفاهة تصرف وتركيع ، وهو الذي يجب عليه أن يستعبد ، ويذل ، ويهان ، بما جنت عليه يده لما إختار المرشح بلا علم ، ولا دراية ، ولا سؤال ، ولا تفتيش ، وأصبعه المجرم الذي أولغه بدماء العراقيين بدلآ من أن يغمسه تلطيخآ بالحبر البنفسجي الجيفة اللوث المهان الوضيع النتن المودع في الدواة ، وأن المواطن الناخب هو الذي يتحمل عواقب إنتخابه الجاهل ، الذي يجهل حقيقة أمره …. فعلى المواطن الناخب أن يلوم نفسه — لا أن يلوم المسؤول الذي مكنه لما إنتخبه — لأنه لم يضع المعروف في محله ، وكما قال الشاعر ، وهو جاهلي … !!! لكنه إستخدم عقله وأدوات بيانه ، لما كتب هذا البيت الشعري حكمة ، وعظة ، وهداية ، الشاعر زهير بن أبي سلمى :–
لا تجعل المعروف في غير أهله …… يكون مدحه ذمآ عليك فتندم ….
تشكيل الحكومة في عرف العراق الديمقراطي — صبغآ لا صبغة — ومنذ عام ٢٠٠٣م ، هو تمهيد مشروعية طريق نهب للمافيات الحزبية والأشخاص التي كانت متسولة في بلدان المهجر ، تتحسر لقمة الخبز لسد جوع البطن …… وتأسيس البرلمان هو لإتاحة الفرصة الرسمية الديمقراطية للبرلماني أن يستحق مخصصات شيطانية إبليسية — هو يسنها ويقررها ويشرعها قانونآ دائمآ لمصلحة ذاته المجرمة الناعبة السارقة — ما أنزل الله بها من سلطان ، وإمتيازات صعلوكية — بمفهومها الجاهلي في المجتمع الجاهلي — جهنمية مسعورة حارقة تجعل الأخضر واليابس حطامآ ، لما يتعاطاها العضو البرلماني بما له من سلطان مسؤولية تشريعية يستخدمها مكيافيليآ لجر النار الى قرصه ، الذي يأكله سحتآ حرامآ شاويآ أمعاءه ، وناضجآ معدته — طبخ إستواء — رمادآ من عذاب وحريق النار المسلطة على الأفئدة ، وتمام الأحشاء ……