[ وعن المرجعية الرشيدة الصالحة يسألون ]
بقلم : حسن المياح …
المرجعية الرشيدة هي الإمتداد الرسالي الطبيعي لما هي النبوة والإمامة من حيث تكليف العمل الرسالي . ولما كانت النبوة والإمامة تعيينآ إلاهيآ نصيآ بالإسم والشخص ، فإن المرجعية الرشيدة لما هي إمتداد تكليف رسالي الهي ، فلا بد من التعيين الإلهي الى من هو مرجع وعامل بالتكليف المرجعي الرسالي الإلهي ، حيث يكون التعيين لا نصآ تحديدآ وتقييدآ بالإسم ؛ وإنما هو التعيين على أساس الكفاءة والجدارة والخبرة والإلتزام المؤمن الصادق لما هو تكليف رسالي إلهي ….. لذلك في النبوة والإمامة يكون التعيين بالإصطفاء إسمآ وإختيار الشخص من حيث الأهلية تحديدآ ، وكفاءة قبول الموضوع التي هي النبوة والإمامة تكليفآ رساليآ إلاهيآ تبشيرآ وإنذارآ وهداية …. والمرجعية الرشيدة المؤمنة الطيبة الصالحة هي تعيين لإدامة قوة زخم تأدية عمل التكليف الإلهي ، ومواصلة عنفوان العمل الحركي الجاد المستوعب لما هو نشاط رسالي على أساس تشريعات الإسلام ، ومفاهيم وأحكام القرآن ، وما السنة النبوية والسيرة الإمامية كحراك نشاط رسالي إلاهي إنساني مكلف إلا نوع إستبطان لما هو فهم ومهارة دربة تدشين تجربة ترجمة واقعية وممارسة فعلية بشرية لما هي مفاهيم وأحكام القرآن وتشريعات الإسلام …..
فالمرجعية الرشيدة العاملة الصالحة لها دورها الرسالي الواعي أداء تكليف في عالم المجتمع الإنساني تفكيرآ وتوعية ، وإرشاد سلوك ، وإلتزام قيم خلقية لما هو توجيه وإرشاد وتعاليم القرآن الكريم الحكيم ….. وللمرجعية الرشيدة العاملة الصالحة جلالها المحترم المبارك ، ولها زعامتها القيادية إدارة وتوجيهآ وإرشادآ وبوصلة سلوك إستقامة تفاديآ لما هو إنحراف وزيغ وإبتعاد عما هو تكاليف إستقامة شريعة دين الإسلام ، ومفاهيم وأحكام القرآن ، ولذلك الإسلام بما هو دين عقيدة رسالة توحيد إلهي ، فإنه دين رسالة سماء إلهية ، وهو دولة بما هي قيادة وزعامة ، تشريعآ وتنفيذآ وقضاءآ ومفاصلة بين الناس بما هو حق ، وما هو باطل ….. ولذلك أن حقيقة شأن ووجود المرجعية الرشيدة العاملة الصالحة ، أنها سلطة تنفيذ وتطبيق قضاء ما هو تشريعات الإسلام ، بما ينطوي عليه التشريع من ولادة نظام سياسي إجتماعي أصلح ينبثق منه يقود الحياة ، وتكون ولادته خالصة نقية مما هي عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية السماوية ، وما نمت عليه تغذية من أحكام ومفاهيم القرآن ، ولذلك فإن حراكها ( أي المرجعية الرشيدة الصالحة ) هو عقيدي سياسي إجتماعي يقود الحياة بشرآ ومؤسسات ….. وعلى هذا الأساس والمرتكز ، فإن الإسلام دين ودولة ، لا كما يتفيهق العلمانيون المهرطقون غسالة أفكار بشرية غربية وشرقية مجرمة عابثة هادمة منافقة معادية مستوردة ، لما ينعتوا الإسلام بأنه عبارة عن علاقة إرتباط خاص بين العبد وربه تقوقعآ وجودآ مكانآ وحالة تعبد في المساجد والجوامع والحسينات ، وأنه شأن تصرف خاص يسلكه الإنسان فردآ ، ولا علاقة للإسلام كدين أن يدلو بدلوه بما هو حراك سياسي ، ونشاط إجتماعي كنظام حاكم يقود حياة الإنسان …… والعجيب أنهم يقولون ( أي العلمانيين والمدنيين ومن هو في ركابهم سائر مساق ) بعد كل هذا الفصل والعزل ، وينعتون ويصفون الإسلام《 بما جردوه منه مزاولة نظام سياسي إجتماعي يقود حياة الإنسان ، ويدير أمور مؤسسات البلاد 》، إعتمادآ على ما يقوم به من سلوك حاكمية الفرد السياسي الإنسان الذي يزعم ويدعي إنتماءآ للإسلام ، أنه إسلام سياسي ، وقد فشل في التجربة السياسية حاكمية قيادة حياة ، لما كان فعل ذلك السياسي من سلوك إنحراف فردي ، لا يمت بأي شيء وليجة الى الإسلام ؛ ولكن لمجرد أنه مسلم تسجيل دين في هوية الأحوال المدنية والبطاقة الوطنية في حقل الديانة ، ويقولون (( هذا هو الإسلام …. )) ، وهذا السياسي المسلم ديانة تسجيل هوية أحوال شخصية منذ الولادة ، بما هو مشاركة نشاط سياسي حاكم ، لا علاقة له بالإسلام تطبيقه عقيدة وتشريعآ ومنهج قيادة نظام سياسي إجتماعي قائم على أساس الإسلام ؛ وإنما هو مجرد فرد مسلم شارك في العملية السياسية حاكمية تقاسم غنائم محاصصة مع من هو سياسي آخر مثله مسلم ، أو غير مسلم ، بلا تطبيق منهج ماهية حاكمية الإسلام من تشريعات إلهية ، ونظام حكم إسلام ، ومفاهيم وأحكام القرآن ….. وكما يقول علماء أصول الفقه أنها《 سالبة بإنتفاء الموضوع 》، بمعنى لا إسلام في البين يحكم ، حتى يصدر بحقه حكم النجاح ، أو الفشل ، لما هو نظام سياسي إجتماعي لقيادة الحياة ومؤسسات الدولة ……. ؟؟؟ !!!
نعم هكذا العابثون يقولون عن الإسلام تمويهآ وتشويهآ وقذفآ باطلآ وغشآ وخداعآ وغدرآ ، ليمهدوا السبيل لما هي أجنداتهم العميلة المستعبدة ، وآيدلوجياتهم الكافرة المجرمة تبشيرآ لما هو إلحاد ، وصبئنة عن الإسلام …. ؟؟؟ والصبئنة هي ترك الإسلام دين إعتقاد وإيمان ، والتحول الى دين آخر غير الإسلام ، وإتخاذ آيدلوجية بشرية غربية ، أو شرقية ، كافرة مجرمة …. ؟؟؟ !!!
والمرجعية الرشيدة الصالحة بما لها من مقام إلهي مرموق محترم قيادة وزعامة ، وتوجيهآ وإرشادآ ، فإنها لا تخرج عن كونها وجود بشريمجتهد باذل ما في الوسع غير معصوم ، وأنها تكلم ، وتناقش ، ويتبادل معها الآراء توضيحآ وتبيانآ ، وتتعرض للنقد البناء الصالح المؤدب المهذب ، وفقآ لما بينه وأوضحه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، لما قال ، وهو خليفة الله على المسلمين ، مخاطبآ الرعية على مختلف مستوياتها من حيث الإلتزام والتفكير ، والوعي والإيمان ، بقوله《 لا تكلموني بما يتكلم به الجبابرة ….. يقصد الحاكمين الطغاة الدكتاتوريين المستبدين المتفرعنين ….. وهو علي إبن أبي طالب ، أبو الحسن ، الإمام الطاهر المطهر الطهور المعصوم عليه السلام 》، بمعنى أني موضع نقد ، وربما إتهام من البعض الذي لا يعي مقامي وهو أني معصوم ، لما أخوض تجربة حاكمية وتكليف مسؤولية ، ولست منزهآ — وهو العالم بنفسه أنه المعصوم الذي لا يخطأ ، ولا ينحرف ، ولا يبغي ، ولا يداهن ، ولا يراوغ حسبة مكيافيلية ، ولا يغيب عن باله وعقله وتصرفه الحكم الإلهي الشرعي الحق — حتى لا يقترب الي مقترب مناقشة ، أو حوارآ ، أو مجادلة ، أو لومآ ، أو عتابآ ، أو طلبآ توضيحآ ، وما الى ذلك من الأمور …… وإحمل أخاك على سبعين محمل خير وطيب ……
ومرجعيتنا الرشيدة العاملة الصالحة تعي وجودها التكليفي الرسالي الإلهي ، وأنها واسعة الأفق وعيآ وتفكيرآ وتحملآ وصبرآ ، وأن صدرها واسع ، ولا أرحب منه ، ولا يتلصص الجاهلون إختلاس فرصة صعلكة ، ليوقعوا تأسيسآ مجرمآ فاسدآ جبانآ منافقآ منطقة عزل وفراغ ، ونزاع وعداء ، ونفي بث هموم وإجلاء ضباب عزاء ، بين المرجعية الأبوية الحانية العطوفة الرحيمة الرشيدة العاملة الصالحة وبين الرعية من الناس ، وأنه واجبها أن تكون الأذن الصاغية الواعية《 لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية 》، ومن حقي كإنسان فرد رعية مسؤول عنه من قبل المرجعية الرشيدة الصالحة أن أخاطبها ، وأعلمها وأخبرها وأفضفض اليها ، وأشكو اليها بثي وحزني وألمي ومعاناتي وهمومي ومشاكلي وحاجاتي ، وعلمي وجهلي ، وإستقامتي وإنحرافي ، وإستوائي وإنزلاقي ، وكل ما لا أستوضحه بنفسي لوحدي ، أو لا أفهمه ، ولا أعيه ، أن تبصرني وتهديني وترشدني ، وهذا هو واجبها التكليفي الرسالي الإلهي الذي تعيه وتفهمه مسؤولية تكليف وتنفيذ ورعاية حق الفهم والوعي والعرعاية والعناية … ، ولذلك لا تخبروها عن ذلك ، ولا تدافعوا عنها ، وهي العالمة وجودها التكليفي ، وما هو في عهدتها وبرقبتها من مسؤولية تكليف إلهي …… وأنها المبادرة من ذات نفسها وفقآ لما هو تكليفها الشرعي الإلهي أن تصول وتجول بالساحة السياسية الإجتماعية توعية وتفهيمآ ، وتوجيهآ وإرشادآ ، وحلآ لما يستصعب من أمور قيادية وإدارية وسياسية ، وعلى كل سياسي عراقي مهما بلغ شأوه المنصبي وموقعه المسؤول أن يحترم المرجعية الرشيدة الصالحة إحترام الكبير الحكيم الواعي الذي تنفذ أوامره ، وأنها تطاع بكل أدب ، وتنفذ بكل آخلاص وتفان ، بلا تأخير أو مماطلة ، ويلتزم بما ترشده اليه ، ويصحح مساره الذي يخرج عن خط الإستقامة لما هو خدمة الشعب العراقي ، وأن لا يتعالى على المرجعية ولا يشمخ ويشمخر برعنين أنفه الهاطل المتهالك ، وهو الحقير الصغير …… ؟؟؟ ، وأنه لا يرشد المسؤول — المتعجرف ، والضال ، والمنحرف ، والطاغية ، والمستهتر بلطجة بمليشيته المجرمة المتسلحة المتدربة التي تدافع عنه وتضحي من أجله ، والمستبد ، والمتفرعن ، والعميل المستحمر المستعبد ، وما الى ذلك من صنوف وجودات مسؤولين — إلا المرجعية الرشيدة العاملة الصالحة بما لها من سلطان إلهي جاذب مكهرب كهربة إلتزام تكليف إلهي ، وطاعة مسؤولية قيادية ميدانية ، على النفوس المؤمنة الكريمة الواعية من الشعب العراقي ……