بلاويكم نيوز

[ حقيقة أنا مستقل ، أو تشريني عابر ]

0

بقلم : حسن المياح …

( الإستقلال نوع من حالة إنعزال وتفرد وإنفراد وإنفصال …. والإنتماء نوع من حالة إجتماع وتوافق وإتحاد وإلتحام )

من سخف التفكير ، وهشاشة الوعي ، وزركشة وتجميل زخرف القول الكاذب الغاش ، أن يقول أحد ما《 أني ، أو أنا مستقل 》، ولا إنتماء لي الى / أو في ، حزب . وأن هذا هو الضياع بعينه ، والتيه بنفسه ، الذي يعبر عنه بأني مستقل . وطبعآ هم لا يرضون بهذا الوصف والنعت ، وإنما يقولون نحن لنا توجهنا الخاص ، ونظرتنا الخاصة لما هي الأوضاع والحوادث ، وبهذا هم أدخلوا أنفسهم في شرنقة دهليز التناقض الخانق الذي لا مفر منه ، وأنهم ضاددوا القول والنسب الذي لفظوه كلام توصيف لوجودهم ، والذي أكدوه نعت إلتجاء وجود ، وهذا هو الإنتماء لو كانوا يعون ، ويعلمون …. وباطل ما كانوا يقولون ،** أنهم مستقلون ** ….. ؟؟؟

والإنسان بوصفه وجودآ إجتماعيآ مفكرآ متفاعلآ ، فإنه يضع الخطوة الأولى لإنتماءه من حيث يشعر أو لا يشعر ، وما الخطو الوئيد الواعي المفكر ، ولا السريع المتحرك الذي يفاجيء ، إلا هو إنتماء وإرتماء ، وولوج وإنتساب …….. ، وإلا ما الذي حركك وجعلك أن تكون في المكان ، والموضع ، والحال ، والتفكير ، الذي أنت فيه ، وعليه …….؟ أليست هي القناعة التي أنت توصلت اليها ، وإطمئننت الإستقرار عليها ، ولو للحظة ، أو أي فترة زمنية أنت هاديء فيها ، ومستقر عليها …… وهذا هو الإنتماء …. فأين قولك أنك مستقل …. ؟؟؟ !!!

و《المستقل والإستقلال 》هي صيرورة وجود بالقوة ، ولا يكون الفرد الإنسان ذا شأن ، إلا إذا خرج الى فعل ، ووجود حقيقي متحرك مفكر ، وهذه هي خطوات الإنتماء التي لا بد منها أن تكون ، وأنت المرغم طوعآ أو قسرآ أن تمشيها ….. وإن مشيتها ، فقد حققت وجودك الفعلي العامل الممارس ، من بعد ما كنت قوة إمكان وجود ، حيث أنك كنت إستقلال ثابت لا يريم ، ولا يتحرك ، ولا يفكر ، ولا يعمل …. ولما دشنت عالم الوجود حركة وجود واقع فعل ، فقد أعلنت عن إنتماءك من حيث تعلم ، أو لا تعلم ، فإنك قد أصبحت جرثومة إنتماء ، تبحث عن جسم يلائم سكناها وإستقرارها وعملها المتخرك الفاعل …. ولذلك هذا هو الإنتماء ، وأنت المنتمي …. ؛ وليس هو الإستقلال ، وأنت المستقل ….. ؟؟؟ فإفهم يا صعلوك متقولب …. !!!

أنت مستقل لما أنت سابت وجود صيرورة إمكان هامدة بالقوة لا حراك فيها ، وإنما هي ( هذه صيرورة الوجود التي أنت أيها الإنسان الجامد ) في حال تقبل وتهيأ ، أن تكون وجود فعل واقع متحرك يفعل ، فتصبح إنتماء وجود حركة عمل وفعل ، بعدما كانت إستقلالآ هامدآ كامنآ جامدآ ، ولذلك أنت — في حالة وجودك الحقيقي الواقع الفاعل — تدعي مرة أنك تشريني ، وأنك متحزب الى حركة وحراك تشرين ، وأنك منتمي الى فلان جهة أنت مرتضيها ، ومنتسب اليها حركة تظاهر وتجمهر تغيير فاعل ، كما تزعم وتدعي ، وأنت الى علان توجه وتحرك وتشكل وإجتماع ….. والإستقلال ( والمستقل ) هو وجود كامن جامد فرد إنعزال في صيرورة إمكان قوة تحول لما هو عليه من ملكة تهيء وقبول ، لأن يخرج من عالم القوة المفروض عليه وجود تأسيس الذي هو صيرورة الوجود الممكن في حال تيه وضياع ….. ليصبح شأن وجود واقع فعل يتحرك إكتساب نماء وتفكير ونضج وعي ، فيكون الإنتماء المؤثر الفاعل العامل فتوحات وإبداعات وإبتكارات ، والمتخرص تحايلات وإنقلابات ولبوسات أزياء موضات التي ربما — وهو ما يندر وجودها وحصولها — هو منتجها ، أو مخترعها ، أو مكتشفها ….. ، وربما — وهو الأعم الأغلب القريب من الإستغراق والشمول ) هو اللابسها والمتجلببها والمرتديها …. وهذه هي الآيدلوحيات والأفكار الشرقية والغربية الطازجة المستوردة المعلبة التي عنها يتحدثون ، وبالإنتماء اليها يفخرون ويفتخرون ….. ولذلك هم يقولون نحن تشرينيون …. ، ونحن مستقلون …… وما أوضحها ، وأبرق سطوع إعلانها ، كذبة وبدعة وشوشرة فوضى اليها ينتمون ( نسبة للشهر الزمني الذي هم فيه قد خرجوا تظاهرات إنتماء ، بثوب زائف كاذب مزركش أسموه ثوار تشرين المستقلون ، وهم المتناقضون ) …. والفعل الذي هم عليه ( حراك التظاهر الهادف المقصود …. !!! ) يلغي الإستقلال ( والمستقل والمستقلين ) …… وتشرين يؤكد الإنتماء الى حضن آيدلوجية من الآيدلوجيات ، والإرتماء تغذية رضاعة ثدي من أثداء الأفكار المستوردة الوافدة شرقآ أو غربآ ، لنماء تشكيل حكومة وطنية لا يعرف لها جذر أصيل عمق غور في تربة أرض العراق الطيبة النقية الصفاء الخصبة الممتنعة الشامخة الشماء ……

فالمستقل والمستقلون شنشنة هلوسة جنون همس ، وطنطنة كلمات لقلقة لسان هاذر أرعن جاهل ، ينطق ثرثرة ركام جاهلي ، يظنه ، ويظنونه《 وطن 》، وهو ( وهم ) الجاهل كنه ذاته ، ويريد أن يؤسس دولة عمالة إستيراد أنظمة محتلة مستعمرة غاصبة ، ويشكل حكومة هذيان عبودية تبع طافح ، لا تعرف له نسب أصالة تشم منه أي نوع من رائحة إنتماء وطن ، لا قلبآ ولا قالبآ ، ولا مضمونآ ولا شكلآ ، ولا تلمس منه ولا منها جذر وجود وطنية أصيل ، يشير الى حقيقة سيادة عراق وطن ، أو يرمز الى عز شموخ إستقلال عراق وطن ، أو ترى منه أو منهم ، أو تحس فيه أو فيهم ، أنه وأنهم عصا سحرية تنتج تشييد دولة ، وبناء مؤسسات ، وتشكيل حكومة عراق وطن ، يتم فيها توازن عدل توزيع حقوق شعب ، وحفظ ثروات وصيانة خيرات العراق الوطن …….

فالتشريني المستقل هو مصطلح أكذوبة لقلقة لسان مهلوس هاذر ، وأنه بدعة عمالة إحتلال خادع غاصب غادر ، وأنه حلم فانتازيا وهم مكشوف سافر ، يظنونه يمر برقآ وميضآ سراعآ بطلاء إستعماري مجرم مدسوس كافر ……..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط