بقلم : كاظم فنجان الحمامي ..
هذا ما قاله السيد مدير عام البستنة والغابات في وزارة الزراعة حينما سألته المذيعة عن استفحال ظاهرة الجفاف والتصحر، والكوارث البيئية التي دمرت الحقول والبساتين، وعن الحلول المتوفرة لدى وزارته، فقال لها: (لدينا 100 ألف حل، ولدينا صلاة الاستسقاء). .
هكذا يعبّر مدراء آخر وگت عن اخفاقاتهم وفشلهم في مواجهة التحديات، ولم يعد للمواطن البسيط سوى الدعاء بعدما فقد الأمل، وتعمقت الفجوة بينه وبين المؤسسات الفاشلة، ولعل الدعاء يمطر علينا بحلول من السماء تخرجنا من أزماتنا المتوالية التي ليس لها حل. .
يقول جان جاك روسو: إذا لم تستطع النظر الى الوراء لأن ماضيك مؤلم، ولا إلى الأمام لأن مستقبلك مظلم، فانظر إلى السماء لتبتغي رحمة الله. .
وربما كان كلام السيد مدير الغابات اعترافا منه بالعجز والفشل في مواجهة الكوارث. .
ففي كوكب اليابان، وحتى لا تتكرر مأساة التسونامي التي ضربتهم عام 2011، شيدوا جسراً متأرجحاً ومقوساً بين ضفتي قناة ملاحية متصلة بميناء أوساكا، له القدرة على الدوران حول محوره كلما دعت الحاجة، فيتحول إلى سد منيع لمواجهة الأمواج والرياح والزلازل. تتوفر في هذا الجسر مستلزمات المتانة، ومقاومة التآكل، وذلك بتبطين جوانبه بألواح التيتانيوم وأقطاب الحماية الكاثودية والحواجز المطاطية. وقد تم تصميمه ليكون قوياً وثابتاً في مواجهة الرياح والأمواج والأعاصير. هكذا تفتقت أذهانهم عن هذا الجدار الهندسي العملاق، من هنا يتعين علينا مواجهة الشدائد والصعاب التي تعترضنا من وقت لآخر، فالعمل الدؤوب سبب مادي يقودنا للنجاح، والدعاء سبب روحاني يتجلى بالتوكل على الله، وبالتالي فأن المدير الناجح يلتزم اولاً بواجباته، ثم يدعو الله أن يكتب له النجاح والتوفيق، ولا يسلك سبيل الضعف والاهمال. .
فإتقان العمل عبادة والتكاسل عنه معصية، ويتعين علينا ان نرفض كل الحجج التي ارتكن إليها الكسالى والخاملون. وأشد ما نعاني منه الآن هو الإهمال في أداء الواجبات، والتهرب منها بدعوى العبادة، وذلك نتيجة سيطرة ثقافة المتقاعسين، التي تدفع البعض الى الاتكالية، على عكس ما يحدث في الغرب من التزام وحرص على الإتقان والإبداع، ومحاسبة كل مقصر.