بعد نفي جهاز مكافحة الارهاب مشاركة منتسبيه، نطالب باعتذار رسمي أردني على فعلة تمجيد المؤسسة العسكرية لقاتل العراقيين
حبزبوز نيوز …
كنا وما زلنا من اكثر المواقع والوكالات الإعلامية والصحافية دفاعاً عن المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية العراقية بكل صنفوفها وتنوعها، وكان ولا يزال انحيازنا الأكثر ودفاعنا المستميت عن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، كونه الصورة الانصع، والصفحة الاكثر فخراً في سفر الوطنية العراقية، فهذا الجهاز بنته الدماء الزاكية، وصنعت مجده السواعد السمر، ولعل من يتذكر ايام المعارك مع داعش الإرهابية، سيلحظ ان تغطيتنا كانت الأكثر شمولاً، والاقرب لعمليات ونضالات جهاز مكافحة الارهاب، وكنا جبهة إعلامية متقدمة مع الجهاز، نتابعه خطوة بخطوة، ونضع التغطية الإعلامية المركزة على عملياته، حتى ظن البعض اننا ننتمي للجهاز، او نتمول منه، لكننا لم نبالِ لتلك الأصوات المشككة، فمعركتنا معركة وطن، وهدفنا سامٍ، يتمثل في تحرير ارضنا، فكنا على الدوام في تغطية مباشرة لما يفعله الجهاز على الارض، نغطي متراً متراً، ونتابعه عن كثب، مع تغطية على مدار الـ24 يومياً لمسار العمليات والقطعات المشتركة، سواءً اكانت في الجيش العراقي او الشرطة الاتحادية او الحشد الشعبي الباسل، وغيرها من التشكيلات.
نقول هذا ولسنا في موضع الدفاع عن أنفسنا، ولا محاولة للتذكير بفضل منا على جهة أبداً لا سمح الله، فما فعلناه سنكرره في اي مواجهة لبلادنا مع أي عدو مان، واية مخاطر كانت، وسنبقى في صف الجهاز حتى لو كلفنا ذلك ما كلفنا، فهو واجهة العراق واحد اهم اسواره التي تحصنه ضد الشرور.
وبالأمس وحين كانت المواقع والوكالات الإعلامية المتعددة والبيجات والمجاميع الخاصة والعامة تتناقل فيديو لمجموعة من الجنود الذين يرتدون زياً عسكرياً اسود، وتنسبهم للجهاز، كانت صدمتنا كبيرة، وألمنا فظيعاً جدا، فطالبنا بمحاسبة المشاركين في دبكة التمجيد – إن كانوا عراقيين – حتى جاء بيان التوضيح من جهاز مكافحة الإرهاب ولو كان متأخراً ليدفع هذه الشبهة ويرد بأن من ظهروا في هذا الفيديو لا يمتون للجهاز بصلة، وهنا عاد الاطمئنان والفرحة لقلوبنا، فمثل هذا الجهاز الوطني لا يمكن ان يسيء له اي نفر يتسلل لداخله.
لكن الذي ازعجنا، ولا يزال يؤرقنا هو اصرار مؤسسات الاردن الرسمية والشعبية على الاساءة للشعب العراقي، والرقص على جراحاتنا النازفة، فمن مجالس العزاء على روح المقبور صدام في مدن الاردن، الى تمجيده في وسائل الإعلام الاردنية، وصولاً الى احتضان بعض شراذم البعث التي تؤذي العراق عبر دعم الإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها.
الى ان وصلنا الى أن تبث القوات الأمنية والعسكرية الأردنية فيديو لجنود ينتمون لها، وهم يدبكون على انغام اغنية تمجد صدام المقبور، فهل هذا العمل مقصود، ام ان الأردن لا يعرف ما يجري في معسكراته الرسمية؟.
ان هذه الفعلة الشائنة ينبغي ان تواجه باحتجاج عراقي رسمي، وان تتخذ الحكومة العراقية خطوات حازمة ازاء هذا الاستهتار الأردني اتجاه الشعب العراقي، فهل يعقل ان نسكت على هذا الرقص على جراحات شعبنا.
ان الفيديو اساء لكل عراقي، وتسبب بحرج لاجهزتنا الأمنية والعسكرية، وينبغي ان لا تمر هذه الفعلة مرور الكرام.
نتمنى من وزارة الخارجية العراقية ان تستدعي السفير الأردني في بغداد، وان تقدم له مذكرة احتجاج رسمية، وتطالب الحكومة الأردنية بتقديم اعتذار رسمي علني، وان تتعهد بتقديم ضمانات بعدم تكرار هذه الممارسات الخبيثة.
ولا ننسى ان الاردن نفسه يعتاش على موائد العراق وخيراته، واذا اراد علاقات حسن جوار عليه ان يلجم هذه الاصوات النشاز التي تسيء للاردن والعراق معاً.