بلاويكم نيوز

تساؤلات عراقية في عالم السياسة

0

بقلم: كاظم فنجان الحمامي …

القاسم المشترك لمعظم جهابذة السياسة في العراق، انه يجيبك قبل ان يسمعك، ويعترض عليك قبل ان يفهمك، ويحكم بما لا يعلم. الأمر الذي يثير حزمة من التساؤلات حول الخصومات السياسية المتجذرة في النفوس. .

  • فهل توجد خصومات دائمة، وعداوات أبدية، وتقاطعات عميقة في عالم السياسة ؟. .
  • الجواب: كلا. لا وجود لهذه المفردات في العلاقات الوطنية، ولا في العلاقات الدولية، فقد ارتكبت امريكا ابشع الجرائم النووية بحق اليابان، لكن علاقتهما الآن سمن على عسل. .
  • وهل يقتصر العمل السياسي على إقصاء الآخر، واجتثاث الخصوم من الجذور، وإزاحة المنافس بكل الطرق المتاحة ؟، وهل يقتصر دور السياسيين على تكريس العداء وتوريثه للأولاد والأحفاد ؟.
  • الجواب: كلا طبعا. لكن ثقافة جماعتنا في العراق مبنية على الاقصاء والاجتثاث، وترسخت هذه الثقافة في عقولهم منذ أكثر من نصف قرن، والانكى من ذلك هو تفشي ظاهرة الاقتتال بين أعضاء الحزب الواحد، وبين أعضاء الكيان السياسي الواحد، وتجده أيضاً بين أفراد الكتلة النيابية الواحدة. .
  • وهل ماتت الأخلاق في عالم السياسة ؟. .
  • الجواب: كلا طبعاً، لكنها ماتت في العراق، ولفظت انفاسها، وبات من الصعب على المرء، مهما كان انتماؤه السياسي، أن ينكر أن مجال السياسة أصبح خلال السنوات العشر الماضية أقل تحضرا ودماثةً. وربما ذهبت بعض الكيانات السياسية إلى اقصى درجات التطرف في تعاملها مع خصومها، فأنشأت جيوشا الكترونية للتسقيط والتشهير والتشويش والتلفيق، وفتحت جبهات للتلفيق والافتراء، وتفننت في التزييف والتحريف. .
  • وهل العمل السياسي يستوجب إعلان القطيعة مع الخصوم ؟. وهل يعني ذلك السلوك الفج فتح صفحات التراشق عبر منصات التواصل ؟.
  • الجواب: كلا طبعاً. لكن بعض السياسيين في العراق ركبوا هذه الموجة، وامتطوا صهوتها، وجمحوا بها في كل صوب. .
    ختاماً نقول: ليست المُثل العليا، ولا مكارم الأخلاق، هي التي يفترض ان ترسم صورة العلاقات الودية بين الكيانات السياسية المتنافرة، وإنما المصالحة الأخوية، والمصلحة الوطنية. ولهذا لا توجد في السياسة عداوات دائمة، ولا صداقات خالدة، على خلاف ما يتوهمه أصحاب النظرات الضيقة. .
    فعلى الرغم من جسامة الخلافات، لم يعد مجديا الاستمرار بالخصومة، ولا مجال للمزاجات المتقلبة في التعامل مع القضايا الوطنية التي تتطلب التواد والتقارب والتفاهم والتحالف والتآلف والتشاور. فمصلحة العراق فوق كل اعتبار، بعيدا عن العنجهية والتطرف تحت نهج الفردية المُصطنعة، والالتزام بالعقلانية والموضوعية في الطرح. فوحدة الكلمة، ووحدة القرار ينبغي أن تأتي في المقام الأعلى. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط