حبزبوز نيوز …
كتب المحرر السياسي :
“وعد الرجل فأوفى”، بهذه العبارة يمكننا أن نقول بإطمئنان، أن المهندس الكفوء محمد صاحب الدراجي، قد أستطاع أن يضيف لسلسلة انجازاته انجازاً وطنياً أخر، حيث نجحت كوادر هيئته ” التصنيع الحربي” من أستيلاد أول مدفع عراقي صرف منذ عقود، أنه T30 البصمة العراقية، والانجاز العراقي الشاخص رغم كل العقبات، ورغم مدافع التخوين والتشكيك والتعطيل والتجويف التي كانت ولا تزال تستهدف أي نهضة عراقية محتملة، فالكل ونقول الكل، من جوار العراق والأقليم، لا يريد له أن يجتاز كبواته، وينهض من عثراته، ولا أن يستعيد قواه مجدداً، في ظل اختلال موازين القوى، وانهيار منظومات التوازنات، وخروج لاعبين ودخول اخرين في الساحة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط.
اليوم أستطاع الدراجي، المهندس الذي واجه أزمنة التردي، وعصور الانحطاط الصناعي في العراق، بمعية اخوته من فرسان التصنيع الحربي، وبهمة عالية، أن يرفع شعار” صنع في العراق”، وأن يثبت للجميع أن العقل العراقي مبدع وخلاق، وقادر على أن يجتاز موانع وحواجز، موضوعية وأخرى وضعت لابقاء هذه البلاد أسيرة الاستيراد والإعتماد على الغير.
لسنا في معرض التهليل لانجازات هيئة التصنيع الحربي على حداثة عمرها، لكننا نؤكد أننا ازاء تحول موضوعي شامل في ملف الصناعات الحربية في البلاد، فلأول مرة منذ عقود عدة ينمو ويتطور قطاع صناعي حربي، ويزداد رسوخاً في أرض لا تزال خصبة للتطور، وأيضاً فأن هذا القطاع من أهم القطاعات التي توليها الدول المتقدمة والمتأخرة أهميةً قصوى، كونه يمس مساساً مباشراً بأمنها القومي، فحينما تكون قادراً على صناعة سلاحك بيدك، فأنك قادر على ضمان حماية مصالحك، وضمان أن تختار لحظة المواجهة، ولحظة الحسم، وضمان بناء منظومات دفاعية متكاملة دون منة من هذا او انتظار لذاك.
نعي وندرك تماماً أن عراق ما بعد 2003 يراد له أن يكون عراقاً مسالماً، وأن يغادر حقبة الحروب العبثية والبعثية، وأن يندفع بأتجاه تعزيز صيغ التبادل المشترك للمصالح مع جواره، وأن يجسر الهوة التي تسببت بها سياسات صدام ونظامه، لكننا نؤمن أيضاً أن عراقاً بكل هذا الحضور الجغرافي والتاريخي والسياسي، وبهذه الأهمية في صناعة السياسات العالمية، لا يمكن أن يبقى مجرداً من امتلاك قوة عسكرية قتالية قادرة على تأمين فضائه الحيوي، وترسيخ أمنه الأقليمي، وضمان عدم اعتداء الأخرين على مصالحه، ومصادرتهم لحقوقه المشروعة، سواء في ملفات الحدود أو الطاقة أو المياه.
أن الترحيب الذي نوليه لأنجاز الدراجي وفريقه ايضاً، يعود فضلاً عما تقدم، لما سيوفره هذا الأنتاج الوطني من عوائد للميزانية العراقية، اذ أن أموال التعاقدات بالنسبة لعقود التسليح الخارجي، والتي يشوب أغلبها شبهات فساد، ستظل في جيوب الدولة وخزائنها، فضلاً عن كون الأمر يتعلق بالأمن القومي ايضاً كما ذكرنا.
أن الدراجي والتصنيع يواصلان النجاح، وقد اضافا لقواتنا المسلحة الباسلة اول كتبية من المدافع الحديثة طراز T30، فالرجل يعدنا بأن يواصل تصنيع المزيد من النماذج الممتازة من الأسلحة والمعدات القتالية التي ستكون جزءاً مهماً، بل وركناً اساسياً في بناء منظومة دفاعية عراقية متكاملة، من حيث الموارد البشرية، والتسليح والتعبئة.
شكراً لهذا الفريق الوطني الناجح، آملين أن يواصل الدراجي دك معاقل الفساد والفشل والتآمر بمدافع النجاح والثقة والبناء والتكامل المنشود.