هيبة الدولة من هيبة القضاء
بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لا يختلف اثنان في شرق الأرض وغربها على أن القضاء هو جوهر العدالة، وأن رجال القضاء هم سدنتها وحماتها، وهم الساهرون عليها. .
ويتعين على كل مواطن ان يذود بقوة عن كرامة القضاء واستقلاليته. ويبذل قصارى جهوده نحو ضمان حصانة السلطة القضائية، باعتبارها القاعدة الصلبة التي ترتكز عليه أسس النظام الديمقراطي، وباعتبارها الإطار الشرعي للعدالة الوطنية، لذا فان أي مساس بهذه السلطة، مهما كان نوع المساس وحجمه، يعد انتهاكاً سافراً لا ينبغي التغاضي عنه. .
يقال ان الزعيم الفرنسي شارل ديغول، سأل صديقه (أندريه مارلو) عقب تحرير بلده من الغزو النازي: كيف حال القضاء ؟، فأجابه: إن القضاء بخير، فقال له ديغول: هذا يعني اننا نستطيع إعادة بناء فرنسا من جديد. .
ويقال أيضاً ان أحد المستشارين قال لرئيس الوزراء البريطاني (ونستون تشرشل): أن الفساد منتشر في البلاد، فسأله تشرشل: وهل وصل الفساد إلى القضاء ؟، فرد عليه: كلا، فقال تشرشل: هذا يعني أن بريطانيا في أمان وبخير. .
هذه دروس مقتبسة من تاريخ الدول العظمى التي سبقتنا في إرساء قواعد الديمقراطية، ولأجل ذلك تبدو أهمية القضاء وقيمة القوانين. .
ولا شك ان التطاول على القضاء يعني التطاول على الدولة برمتها، ويعني انتهاك حقوق الشعب، فقد تناقلت وكالات الانباء (للأسف الشديد) بعض المقاطع المصورة لمتظاهرين تسللوا إلى الباحة الأمامية لمجلس القضاء الأعلى في بغداد، وبدرت من بعضهم كلمات وتصرفات مرفوضة، توحي بما لا يُحمد عقباه، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على حرية التظاهر والاحتجاج، نطالب بضرورة الحفاظ على استقلالية القضاء، وصيانة أركانه، وعدم التجاسر على مؤسساتنا الدستورية. .