سبات فقهي مبرمج
بقلم : كاظم فنجان الحمامي ..
فجأة سكت العرعور، وسكت القرضاوي، وسكت العريفي، وسكت عثمان الخميس، ومن كان على شاكلتهم من الروبوتات الفقهية التي لعبت دوراً تضليلياً في ولادة المنظمات الارهابية، فقد تعطلت بطارياتهم الآن، وكأن ما يجري في قطاع غزة لا يعنيهم. .
أرايتم كيف لاذ فقهاء التحريض والفتنة بالصمت المطبق، وكيف فقدوا حماسهم، حتى لم نعد نسمع لهم صوتاً، على الرغم من ضراوة الغارات الهمجية التي يتعرض لها قطاع غزة الآن من قصف صاروخي ومدفعي متواصل ؟. .
وهل تذكرون كيف انهالت علينا فتاواهم بتكفير الشهيدة شيرين ابو عاقلة، وكيف رفضوا الترحم عليها، وكيف تزاحموا على الفضائيات لتشويه صورتها ؟. .
فقهاء يعملون بالرموت كونترول، يجري توجيههم في توقيتات محددة، نحو إحداثيات جغرافية ترسمها مخططات الفوضى والشغب، وتتحكم بها القوى الظلامية بالرموت كونترول. .
لقد انكشف أمر هؤلاء، وبانوا على حقيقتهم، ولا فرق بينهم وبين وعاظ السلاطين، الذين شوهوا تاريخنا وتسببوا في انحراف مسيرتنا في الماضي والحاضر. .
كانوا يشكلون جبهة عميقة وعريضة في تحريك القطعان البشرية صوب أماكن متفرقة من العالم الاسلامي، وكانوا طرفاً أساسيا في التحشيد والتحريض والتجنيد والتفخيخ والتفجير، وكانت لهم قنواتهم الفضائية الممولة والموجهة ليل نهار لتنفيذ الاهداف الاجرامية المرسومة نحو تأجيج التطرف الديني، لكنهم أغلقوا قنواتهم الآن، وانسحبوا كلهم من المشهد الدموي، واطفئوا أبواقهم، واختفى زعيقهم، وربما يتمتعون الآن بإجازة صيفية طويلة. فغزة وما يجري فيها لا يعنيهم، لأنها ليست من مفردات حملاتهم التحريضية. وهي خارج تغطيتهم الطائفية. .
نأمل ان تسهم هذه المواقف في تصحيح مسارات ثورة الوعي لدى العرب، ونأمل ان يكون لها الدور الايجابي الفاعل في تحصين الاجيال القادمة، حتى لا ينجرفوا وراء هؤلاء الذين سخروا مهاراتهم الخبيثة في خدمة القوى الظلامية. .
تابعوا الاخبار المنقولة من القطاع، ولاحظوا كيف لاذ فقهاء الفتنة بالصمت المطبق، وكيف خفتت أصواتهم ، وتعطلت لديهم لغة الكلام، ولم يصدروا بياناً واحداً يدينون به الاعتداءات اليومية السافرة. .
ما بال غزة تبكي ليس يسمعها
حي يجيب نداءً قض مضجعها