أين الدولة من مسلسل اغتيال الطيارين العراقيين بأمريكا ؟
بقلم: وليد الطائي ..
أثارت الوفاة الغامضة للطيار العراقي عمار عاصي في أمريكا اثناء بعثة تدريبية، قبل أيام، الاسئلة عن عمليات اغتيال ممنهجة للطيارين العراقيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتوفى فيها طيار عراقي اثناء التدريب خارج العراق، حيث توفي في عام 2017 الرائد الطيار نور فالح الخزعلي، بعد تحطم طائرته طراز F16، أثناء التدريبات في إحدى الولايات الأمريكية.
قبل ذلك، وفي عام 2015 تحديداً، لقي العميد الطيار راصد محمد صديق، مصرعه بعد تحطم طائرته في ولاية أريزونا بأمريكا.
اللافت ان الطيارين الذين يتوفون هم من أكفأ الطيارين في العراق، وممن قادوا الكثير من الغارات ضد تنظيم داعش.
لماذا يتكرر السيناريو وفي ذات الرقعة الجغرافية (أمريكا).. ولماذا يبعثون الطيارين الاكفاء الى الخارج بدل الطيارين الذين لا يمتلكون الخبرات، كون الغاية من البعثة التدريبية هي لتطوير المهارات؟، ولماذا يتم زج طيارين برتب رفيعة بهكذا مهام تدريبية غير آمنة.
السيناريو المتشابه لهذه الحوادث يدل على عمليات اغتيال ممنهجة تستهدف الكفاءات العسكرية العراقية.
على الجهات الأمنية العراقية، العمل على كشف ملابسات اغتيال الطيارين العراقيين أثناء مهام تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعليق ارسال اي دورات تدريبية هناك، ما لم يتم معرفة دوافع الاغتيال ومن يقف وراءها.
السياق القانوني لوفاة عسكري عراقي أثناء التدريبات داخل الولايات المتحدة هو أن تقوم الأجهزة الأمنية الأمريكية بفتح تحقيق، ويحق للسفارة العراقية أن تدخل طرفا في الموضوع لكي تطلع على تفاصيله.
وفي حال إن الحوادث جنائية فيمكن للسفارة العراقية إرسال ممثل عنها للمطالبة بالتعويضات ومقاضاة الجناة، ومن يثبت ذلك هو التحقيق .
السؤال، ما الفائدة من ارسال طيارين عراقيين إلى أمريكا، اذا كان العراق في كل مرة يخسر قسما منهم وهم
كفاءة خسرت عليهم الدولة الأموال الطائلة كي تؤهلهم لخدمة بلدهم، ولماذا لا تتعظ الجهات المسؤولة من تكرار الحوادث.
ليس ثمة شك في إن المؤامرة موجودة، كي لا يتمكن العراق من النهوض ويحمي سماءه وارضه، وكي يبقى معتمدا على أمريكا وغيرها في توفير الحماية الجوية.