بقلم: سرى العبيدي _ سفيرة الجمال والطفولة والابداع العالمي ✍️
فن الانتصار بدون حرب. وهي في الأغلب تسعى للسيطرة على عقل وقلب الخصم بحيث تصنع ضبابية في الفهم والتصور. إنها تقوم علي صُنع هالة أمام أعين الخصم، يعجز معها عن تقدير قوة خصمه بما يُمكِّن للطرف المستهدِف السيطرة العقلية والروحية على المستهدَف.
مفهوم واهداف الحرب النفسية ..
مفهوم الحرب النفسية :
من أوائل التعريفات التي ظهرت للحرب النفسية ذلك التعريف الذي يقول : ان الحرب النفسية هي استخدام اى وسيلة بقصد التأثير على الروح المعنوية وعلى سلوك اى جماعة لغرض عسكري معين .
وهي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها واتجاهاتها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة الدولة .
وبتعريف أبسط هي استخدام الدعاية ضد العدو مع إجراءات عملية ذات طبيعة عسكرية أو اقتصادية أو سياسية مما تتطلبه الدعاية ..
كما أن هناك تعريف شامل يقول أن الحرب النفسية هي استخدام كافة الوسائل المتاحة وغير المتاحة وتوظيفها توظيفا مبرمجا لتشكيك الخصم في موقفه وقدراته وبالتالي إضعافه ثم اختراقه وفرض الإرادة عليه لتحقيق أهداف معينة مخططا لها .
أهداف الحرب النفسية :
- بث اليأس من النصر في نفوس القوات المعادية, وذلك عن طريق : المبالغة في وصف القوة وفي وصف الانتصارات والمبالغة في وصف الهزائم حتى يشعر العدو أنه أمام قوة لا يمكن أن تقهر, وتوضيح أن كل مجهودات النهوض والتقدم في صفوف العدو ضائع سدى, واستخدام مبدأ الحشد في عدد الطائرات والدبابات, والصواريخ, والتلويح بالتفوق العلمي والتكنولوجي .
- تشجيع أفراد القوات المعادية على الاستسلام, وذلك عن طريق : توجيه نداءات إلى القوات المحاربة للعدو بواسطة مكبرات الصوت- قبل أن يبدأ الهجوم- تدعوهم إلى الاستسلام وعدم المقاومة وتوزيع منشورات تحتوي على حيل مختلفة لتشجيع الاستسلام .
- زعزعة إيمان العدو بمبادئه وأهدافه, وذلك عن طريق : إثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ أو الأهداف وتصوير المبادئ والأهداف على غير حقيقتها, وتضخم الأخطاء التي تقع عند محاولة تحقيق هذه المبادئ والأهداف.
- أضعاف الجبهة الداخلية للعدو وإحداث ثغرات داخلها. وذلك عن طريق: إظهار عجز النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن تحقيق آمال الجماهير والضغط الاقتصادي على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي وتشجيع بعض الطوائف على مقاومة الأهداف القومية والوطنية وتشكيك الجماهير في ثقتها بقيادتها السياسيةو قدرة قواتها المسلحة على مواجهة عدوهما المشترك. وإيجاد التفرقة بين القوات المسلحة وباقي قطاعات الشعب المدنية في الجبة الداخلية. والدس والوقيعة بين طوائف الشعب المختلفة .
5- تفتيت وحدة الجبة المعادية, وذلك عن طريق : التشكيك في أهداف التعاون بين أعضاء هذه الجبهة, وتشجيع بعض أعضاء الجبهة على الخروج على ما تجمع عليه الغالبية وإثارة مخاوف أعضاء الجبهة من بعضهم البعض, والتشكيك في قدرة أعضاء الجبهة.
6- بث اليأس والرغبة في الاستسلام والكف عن الصراع في نفوس العدو وذلك عن طريق التهوين من إمكاناتهم وإقناعهم أن مصالحهم تتحقق بالاستسلام ، وكذلك التهويل من قوة وإمكانات الجهة القائمة بالحرب النفسية وإقناعهم بأن المواجهة معها تعد عبثا وانتحاراً.
7- تضخيم أخطاء قيادات العدو لزعزعة الثقة بينهم وبين مناصريهم والعاملين معهم مما يؤدي إلى تفسخ العلاقات الرابطة بينهم وضعف الانضباط والتماسك
8-إضعاف الجبهة الداخلية للعدو وإحداث الثغرات فيها وذلك من خلال تشجيع الفئات والجماعات المناهضة لنظام الحكم على الانشقاق وتشكيك الجماهير في قدرة قيادتها السياسية.
وتعتمد الحرب الإعلامية على عدة نقاط ضرورية لتكتمل دائرة السيطرة على الخصم:
- التهويل من قدرة المستهدِف والتهوين من قدرة المستهدَف.
- تبرير الحرب بالأخلاق والمبادئ، والتشكيك بأحقية الخصم بالحُكم.
- تمييع المصطلحات بحيث يُحار في فهمها كالإرهاب والتطرف ومن ثَم يعجز عن مواجهتها.
- الكذب في النتائج واستباق حدوثها. وكأنَّ الحرب قد انتهت والقوات قد استسلمت وفي الحقيقة أنها لم تبدأ بعد.
- إضفاء نوع من القداسة على رموز المستهدِف.