من عبدالله إلى وزارة الخارجية
بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
كثرت الاحاديث والاتهامات حول حقوقنا في خور عبد الله، وتحوّل الخور نفسه إلى مادة إعلامية مستهلكة يرددها المتكسبون والفاشلون والباحثون عن الشهرة في كل يوم، حتى أصبحت سيادتنا الوطنية في هذا المجرى الملاحي الحيوي مهددة تماماً في ظل سكوتكم إزاء المغالطات والبيانات الكاذبة والمعلومات الخاطئة التي يطلقها نسانيس الفضائيات، من دون ان يصدر منكم أي بيان أو تصريح، ولو من سطر واحد، ينهي نزاع القوام حول مصير مياهنا وسواحلنا وممراتنا الملاحية، ولم يصدر أي تصحيح أو تصريح من وزارة النقل، أو من مديرية المساحة العسكرية، أو من المجلس الوزاري للأمن الوطني. .
فما الذي يمنعكم يا وزارة الخارجية من قول كلمة الحق بحق مياهنا الإقليمية ؟، وما سر اصراركم على السكوت، ورفضكم تقديم صورة واضحة عن الوضع القانوني الراهن في الخور ؟. وهل تم بيعه بالفعل بحسب مزاعم طرزان والقبطان ابو عيون جريئة ؟. .
أليس من واجبكم يا وزارة الخارجية، ومن واجبات وزارة النقل، وواجبات مديرية المساحة العسكرية، وواجبات المجلس الوزاري للأمن الوطني ان تغادروا صمتكم وتضعوا النقاط على الحروف. .
فهذا خور عبد الله يا وزارة الخارجية، وليس نهر النيل المتنازع على مياهه بين إثيوبيا والسودان ومصر، هذا خور عبد الله، وليس بحيرة (بانغونغ) المتنازع عليها بين الصين والهند. .
هذا خور عبدالله، وليس نهر الدانوب المتنازع عليه بين صربيا وكرواتيا. .
هذا خور عبدالله الذي تراكمت في قيعانه ترسبات نهر الفرات في سلوكها التكتوني قبل ولادة الكويت بعشرات القرون. .
هذا خور عبدالله الذي يرسم خطوطنا الساحلية المنكمشة للأسف الشديد في حوض خليج البصرة. .
تخوض تركيا الآن أعنف مفاوضاتها مع اليونان لتوسيع رقعتها في بحر ايجة، وتتمدد بالطول والعرض في مياه البحر الأبيض المتوسط، بينما تقفون انتم متفرجين على التراشقات اليومية والاتهامات المتبادلة حول مصير خور عبدالله وكأنه لا يعني لكم شيئاً. .
المشكلة ان العراقيين لديهم تصورات واضحة الآن عن الاوضاع القانونية في مضيق جبل طارق، ومضيق تايوان، والانهار المتشاطئة بين الهند والباكستان، لكنهم لا يعرفون شيئاً عن حقوقهم السيادية في الخور. .
راجين إرسال نسخة من هذه المقالة إلى البرلمان المُحاصر، والى نواب إقليم البصرة الذين اختفت أصواتهم، ونسخة ثالثة الى الاحزاب العراقية المسلحة وغير المسلحة. ونسخة الى منظمة هيومن رايت ووتش للافراج عن الصيادين العراقيين الذين يرزحون الآن في معتقلات البلدان الشقيقة والصديقة. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . .