الليلة التي بكت فيها ملائكة السماء وضجّت لها أركان العرش ..
بقلم: اياد السماوي ..
كلّ شيء في هذه الليلة الموعودة كان يجري الإعداد والتخطيط له بشكل دقيق للغاية ، فمسرح الجريمة قد تمّ الانتهاء منه وأصبح جاهزا لاستقبال أعظم من رفع راية الجهاد في سبيل الله في العصر الحالي .. في السماء كانت ملائكة السماء تراقب الموقف بدقة وتراقب ما يجري على الأرض وتتهيأ لاستقبال القادمين ، وقد تمّ توزيع الواجبات والمهام على الملائكة كلّ حسب موقعه ، وكان على رأس المستقبلين كل من جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، يسبقهم ملك الموت عزرائيل .. فجميع التحضيرات قد استكملت ، وملائكة السماء جميعا قد نزلت في محيط مطار بغداد الدولي للمشاركة في هذا الزفاف السماوي العظيم ، في مثل هذه الليلة قبل ثلاثة أعوام عرجت أرواح جمال وقاسم إلى بارئها ، في مثل هذه الليلة صدرت الأوامر من أشقى الأشقياء بإطلاق صواريخه على موكب أطهر من رفع راية الجهاد ضد الباطل في عصرنا الحالي .. في مثل هذه الليلة ارتكبت أمريكا الشر أكبر جريمة بحق الإنسانية وبحق العراق وشعبه وأمنه وسيادته .. في مثل هذه الليلة قبل ثلاثة أعوام ومع الساعة الأولى من فجر الثالث من كانون الثاني ، أصدرت إدارة الشر والطغيان الأمريكية أوامرها باغتيال قادة النصر الذين انقذوا العراق وشعبه ومقدساته من أعظم هجمة ظلامية عرفتها البشرية في عصرنا الراهن .. في مثل هذه الليلة كانت ملائكة السماء على موعد مع أعظم زفاف سماوي لمن اسقط أسطورة الإرهاب الداعشي وحطّم المشروع الظلامي لقوى الشر والاستكبار العالمي .. فهذه الليلة هي الليلة التي بكت فيها ملائكة السماء وضجّت لها أركان العرش ، وفي هذه الليلة لبست الشهادة ثوب المجد لتباهي به ملائكة الرحمن وحملة العرش .. فسلام الله وملائكته وأنبيائه ورسله على تلك الأجساد الطاهرة والأرواح المطهرّة ما بقي الليل والنهار ، وسلام الله وملائكته على تلك الأرواح التي صنعت المجد والنصر ، وسلام الله وملائكته على تلك الأرواح التي خطّت لنا باستشهادها طريق العز والكرامة والتضحية في سبيل الله والوطن والمقدسات ..
أياد السماوي
في ٢ / ١ / ٢٠٢٣