من البصرة .. فرحة بحجم العراق
بقلم: جعفر العلوجي ..
مع ما اعتصرنا من الم كبير جراء الحادث المروري المروع الذي راح ضحيته ثلة طيبة من الشهداء الشباب الذين ذهبوا لتلبية نداء الوطن والوقوف مع منتخبهم بمهمة وطنية كان عنوانها الحب ونصرة الوطن ، الا ان الفوز الذي تحقق بغيرة واصرار نجوم منتخبنا الوطني والتوجه الجماهيري الهائل كان عزاءنا في هذا الحادث الجلل ، حقا انه يوم ليس ككل الايام تعيشه البصرة بعنوان العراق والخليج والعرب والصورة النقية الناصعة التي ملأت محطات العالم وطافت بها كرما وابداعا وانسانية مفعمة بالحب الى ابعد الحدود .
تأهل الى المباراة الختامية بفوز مستحق كنا احوج ما نكون اليه اليوم لنقترب خطوة واحدة نحو اللقب الأغلى الذي اصبح قاب قوسين او أدنى حتى لنكاد نلمسه لمس اليقين يوم الخميس المقبل ، وما يدفعني الى هذا الامل المشروع والتفاؤل هو ما نراه من مباراة الى اخرى من اضافة جميلة ومهنية قدمها المدرب الاسباني كاساس بخلق حالة انسجام جماعية وتفاعل سريع بين اللاعبين وامكانية الوصول الى هدف الفريق الخصم بسرعة وقراءة ظروف المباراة ، وان كان ذلك لايعني ابدا التسليم بالفوز السهل فثمة اخطاء دفاعية لابد ان تكون مفكرة المدرب قد حفلت بها واعد لها العدة الى اللقاء المرتقب ، والسبب الثاني الاكبر والاقوى هو ذلك الصوت الهادر المحب الذي تحسه يخرج من ثنايا الملعب والمستطيل الاخضر وليس من مدرجات الملعب التي غصت بها ما يقارب من 70 الف حنجرة تهتف ولم تعرف الصمت ابدا ، حقا تعجز كلماتنا عن وصف ماثر جماهيرنا التي حطمت الارقام القياسية واضحت رقما صعبا يحسب له الف حساب ويقينا ان صوته هذا سيصل بفرقنا الى ابعد الحدود في البطولات مستقبلا .
احبتي جميعا لم تتبق سوى مباراة واحدة وتختتم اجمل بطولة اعادت لبطولات الخليج رونقها المفقود بشهادة الجميع بلا استثناء مباراة سيترقبها الملايين حول الكرة الارضية كما علمنا وستبث حتى في بلد كأس العالم الارجنتين بصورة مباشرة ، لذلك كله نريد مسك الختام ان يكون متميزا رائعا في كل شي بل الاروع على الاطلاق .
همسة …
مناشدة الى دولة رئيس الوزراء ونحن نعيش ذروة الفرح الغامر اليوم بان يتم احتساب شهداء الحادث المروري اليوم في البصرة شهداء من الدرجة الاولى بحقوق كاملة فهؤلاء ذهبوا الى البصرة بدافع الواجب والغيرة وحب الوطن وهم بالتاكيد يستحقون ان تفخر بهم عوائلهم المنكوبة ونعدهم بمنزلة الشهداء .