مطارات عربية صادمة
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بصرف النظر عن تسمية تلك المطارات من عدمها، فالموضوع الذي نتكلم عنه يحدث في دوليتين عربيتين على الأقل، وهما بطبيعة الحال خارج تصنيف البلدان الخليجية المعروفة بمعاملتها الطيبة مع الوافدين والمغادرين. .
كان بودي تحديد هوية تلك المطارات، وسبق لي ان قدمت ضدها مذكرات احتجاجية عندما كنت نائبا في البرلمان العراقي، لكنني ارتأيت القفز فوق هذه الفقرة حتى لا اتعرض للاتهام بالتحريض والتشويه والإساءة. .
فالمواقف التي سأذكرها هنا حدثت معي أنا شخصيا، وحدثت مع أكثر من شخص من اصدقائي. فكان لابد من مواجهة حكومات تلك الدول ومناقشتها في الخروقات والانتهاكات التي ترتكبها مطاراتهم مع المسافرين العرب، من دون ان نلمس منهم اي إهتمام بمعالجتها والحد منها. .
نذكر – من نافلة القول – الممارسات الطائفية التي انفردت بها تلك المطارات، حيث تتعرض هناك للمسائلة حين وقوفك أمام نوافذ مكاتب الجوازات، فيسألونك عن ديانتك وطائفتك ومذهبك وقوميتك وميولك السياسية، وأحياناً يسألونك عن رأيك ووجهة نظرك في قضايا اجتماعية وسياسية لا علاقة لها بالسفر والسياحة. وربما يطلبون منك الوقوف جانباً لممارسة هوايتهم في الإزعاج والإساءة، فتجد نفسك في قبضتهم من حيث تدري أو لا تدري. .
اما أغرب ما تواجهه هناك فهو عندما تجد نفسك متهماً بتهمة لا تخطر على البال، وعندما تكون مطلوبا للتحقيق والتحري لأجهزتهم الأمنية، لمجرد تشابه الاسماء، أو لغرض الابتزاز، ولن تستطع الإفلات من هذا المأزق، أو إثبات براءتك حتى تدفع لهم المبلغ المطلوب بالعملة الصعبة. .
أذكر أيضاً انني تعرضت للاحتجاز اثناء مغادرتي احدى تلك المطارات، بعد ان استغرق ضابط الجوازات وقتاً طويلا في تفحص ملامحي، والنظر إلى تضاريس وجهي، ثم اتصل هاتفيا برجال الأمن ليقتادوني إلى غرفة حصينة، قالوا في البداية ان الأمر لا يستغرق أكثر من خمس دقائق. فاضطررت للاتصال بسفارتنا هناك لابلاغهم باحتجازي دونما ذنب، عادوا بعد نصف ساعة ليخبرون عن اعتذار (المعلم الكبير)، فقبلت اعتذارهم على مضض من دون ان أعرف من هو المعلم الكبير. ذهبت بعدها إلى صالة انتظار المغادرين برفقة بوليسهم السري، الذين واصلوا الاستفسار مني عن أمور تافهة. من مثل: متى حصلت على البكالوريوس ؟، وهل انت متزوج أم مطلق ؟، وما سر عودتك مبكرا إلى بلدك ؟. .
اللافت للأمر ان هذه المنغصات لا تحدث في مطاراتهم مع الأوربيين ولا مع القوميات غير العربية. وظلت حتى الآن عنواناً ورمزاً لتلك المطارات المعروفة بمعاملتها السيئة. . .