بلاويكم نيوز

فكرة لمشروع ينقذ البصرة وشط العرب

0

بقلم: خبير بحري متقاعد ..

المشروع الذي اتحدث عنه تم تنفيذه على أرض الواقع عام 2003 في نهر يانغستي (Yangtze) بالصين، ويعرف هذا النهر أيضاً باسم (تشانغ جيانغ)، وهو أطول أنهار الصين وآسيا، وثالث أطول الأنهار في العالم بعد نهر النيل في قارة أفريقيا، ونهر الأمازون في قارة أمريكا الجنوبية، حيث يبلغ طوله حوالي 6300 كيلومتراً. .
وهو أيضاً من أكثر الأنهار ازدحاما في العالم من حيث تعداد السفن المتحركة، ومن حيث حجم الحمولات المنقولة، وعمليات الشحن والتفريغ. .
الأمر الذي أضطر الصين إلى التفكير بمشروع يضمن مرور السفن في ذهابها وإيابها، ويمنع تدفق تيارات المياه المالحة نحو المناطق الزراعية، ويحافظ على مناسيب المياه في النهر في موسم الجفاف، والتحكم بها في مواسم الفيضانات، ويوفر الطاقة الكهربائية للمدن الواقعة على ضفتي النهر، فتفتقت أذهانهم عن بناء سد مؤلف من ثلاث ممرات ملاحية، وخمسة طوابق تعبرها السفن صعوداً وانحداراً باسلوب قريب من طريقة عمل مصاعد البنايات العمودية (elevator بالانجليزية)، أو (ascenseur بالفرنسية). حيث يختلف نظام العبور في السد الصيني عن طريقة مرور السفن عبر قناة بنما. .
وما أن نضجت الفكرة، واكتملت مخططاتها، حتى سارعت الصين لتنفيذها بلا تردد. .
سجلت البضائع المتدفقة عبر هذا السد رقماً قياسياً في العام الماضي 2022.
حيث بلغت حوالي 159.8 مليون طن، بزيادة قدرها 6.12 في المائة عن عام 2021. .
يبلغ طول السد 2309 متراً وارتفاعه 185 متراً، وفيه خمسة أحواض (تصاعدية – تنازلية)، و 34 مولداً توربينياً بقدرة توليد 22.5 مليون كيلووات. .
وقد ساعد هذا السد في تحقيق حزمة من الاهداف الإيجابية، ونجحت الصين في السيطرة بشكل نهائي على الفيضانات من جهة، وعلى موجات المد الملحية القادمة من البحر من جهة أخرى، مع ضمان انسيابية السفن والزوارق، والتزود بالطاقة الكهربائية اللازمة لتغطية احتياجات المنطقة. .
لا أريد فرض هذا المشروع والترويج له، لكنني اقترح تشكيل فريق هندسي وملاحي من وزارة الموارد المائية، ومن وزارة النقل بإشراف محافظة البصرة للذهاب إلى الصين، ومشاهدة المشروع عن كثب، والتفاوض مع الجانب الصيني لتنفيذ الفكرة نفسها في شط العرب، لكي تتحرر البصرة من طغيان العمود الملحي، وتعود بساتين النخيل والحناء إلى نضارتها وجمالها، وتتهادى السفن في رحلاتها المكوكية بين ضفاف هذا النهر الخالد. .
ختاماً: لم اكن اعلم بهذا المشروع قبل سنوات، لكنني عثرت عليه اليوم بالصدفة، وشاهدت فيلماً على اليوتيوب يشرح طريقة مرور السفن وتحركاتها، ورب صدفة خير من ألف ميعاد. .
وقد ارسلت المقترح والمرفقات الى الجهات ذات العلاقة. والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط