عشق على مقياس ريختر في زمن الزلازل
بقلم _عباس الزيدي ..
لله در مرجعيتنا العليا
قيل ان الفنون _ جنون
واقول ان الحب من اصعب الفنون•
الحبّ هو الانجذاب القلب نحو الكمال، فالحبّ الأوّل لله عزّ وجلّ لانه الكمال المطلق ثم لاوليائه لانهم مظهرٌ للكمالات وبالاخص النبي الاكرم واهل بيته صلوات الله عليهم ثم ياتي حب الاولياء وحب اهل الايمان
قال تعالى أنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدا . عند مطالعة ترجمة وسيرة مراجعنا العظام ،رحم الله الماضين وحفظ واعلى مقام الباقين _
ستجد العجب العجاب لما لهذه السيرة العطرة و الايمانية المباركة سواء على مستوى العلم والاعلمية أوالزهد والعرفان والايثار اوالحكمة والشجاعة أوالتضحية والاقدام• فهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه و لاتاخذهم في الله لومة لائم
أنا هنا لست بصدد تقييم تلك السيرة العطرة والمشرفة(وما انا وما خطري ) بل في التركيز على جزئية جدا صغيرة تتمحور في حجم ذلك الحب الكبير من قبل المؤمنين للعلماء ولمراجعنا العظام ومدى العشق المتانهي وبالتالي مقدار الطاعة غير المتناهية بمستوى اسرهم للقلوب النقية والانفس النبيلة و الكريمة•
واكتفي بذكر ماحصل اليوم وماحصل في ايام قريبة خلت ….
1_ الزلزلال المدمر الكبير الذي هدد العالم والشعوب المستضعفة بصورة عامة والعراق العزيز بصورة خاصة والمتمثل بقوى الظلام الداعشي والتكفيري المدعوم من الاستكبار والصهيونية العالمية واجهزته المخابراتية المجرمة ذي القدرة والامكانيات والخبرة العالية والكيفية التي بواسطتها تمت هزيمة داعش المرعب اجراميا عن طريق بيان لايتعدى اسطر معدودة وبعض كلمات نورانية تحت اسم فقهي شرعي بعنوان _ الفتوى _ الجهاد الكفائي صدرت من حاضرة النجف الاشرف و من بيت عتيق مؤجر لايمتلكه صاحبه يتهاوى سقفه لاتوجد فيه مسلتزمات الحياة الحديثة من رجل ليس ككل الرجال بل هو من طراز خاص يجلس على بساط لم يستبدل عبائته وثيابه منذ اكثرمن عشرين سنة او يزيد •
هو اب للعراق وقائده وخيمته وستره وغطاه وصمام امانه ومرجعه الاعلى سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف •
هذه الفتوى المباركة التي قلبت المعادلات وافشلت المشاريع والدسائس والفتن وحمت العراق واهله وعرضه وماله ومقدراته وحاضره وماضيه ومستقبل اجياله عندما تناخى الملايين كالسيل الجارف يحثون الخطى مسرعين بعضهم حفاة من غير سلاح شيبة وشباب جائوا من كل حدب وصوب معهم من الغيارى الاحرار من ابناء الامة الاسلامة للدفاع عن بيضة الاسلام المحمدي الاصيل و للذود عن حمى العراق ومابعد العراق دفاعا عن المقدسات والانسانية جمعاء …
ولن ولم يحدث ذلك الا من خلال _ الحب والطاعة
2_ الزلزل الثاني وهو ماحصل حاليا من كارثة طبيعية ضربت المنطقة واجزاء من العالم وماخلفته من دمار في تركيا والعربية السورية وبيان المرجعية العليا في النجف الاشرف بضرورة الاغاثة والدعم الانساني والاستجابة السريعة وارسال كل المستلزمات المطلوبة من مواد غذائية وطبية وسلع استهلاكية… الخ
وما أن صدر البيان في لحظاته الاولى حتى هب و سارع ابناء العراق لتلبية النداء وانطلقت أفواج ومواكب الدعم تقطع الفيافي والقفار وتعبر الحدود كانها اخطبوط متصلة بعضها مع البعض الاخر ليلا ونهارا من العراق الى الاشقاء في العربية السورية •
وتلك النجدة والاستجابة السريعة لنداء المرجعية العليا تذكرنا في ايام الله وانطلاق فتوى الجهاد الكفائي وولادة الجسد الطاهر للحشد المقدس
ولاشك ان عمليات الاغاثة السريعة تلك على ضوء نداء المرجعبة العليا لم تحصل لولا….. الحب والطاعة
حقا …مايحصل هو اعلى الدرجات لمقياس ريختر من العشق والطاعة والولاء لمرجعيتنا العليا
في زمن الزلازل•
حفظ الله وادام بقاء مرجعنا الاعلى في النجف الاشرف وجميع السادة المراجع من العلماء والقادة وسادة الاكوان
وحفظ الله العراق والامة الاسلامية والعربية وجميع بني الانسانية من كل سوء
انه سميع مجيب وبعباده لطيف رحيم