ثرثرة زلزالية مزلزلة
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
ظهر لدينا حتى الآن أكثر من مليون متنبئ بالزلازل منذ اليوم الذي اضطربت فيه الأرض تحت سكانها. فتدخل المنجمونً وضاربوا الودع، من طراز: (مايك فغالي)، و (ابو علي الشيباني)، و (ليلى عبداللطيف)، و (ميشال حايك)، و (رضا ابراهيم) في محاولة لتقليد الجيولوجي الهولندي (فرانك هوغيربيتس) الذي تصدرت تصريحاته الصحف العالمية. على الرغم من ان الثابت لدينا ان المتخصصين في هذا المضمار يتعذر عليهم تجاوز عتبة التقديرات والتوقعات بحدوث الزلازل في المناطق المرشحة، الواقعة على الخطوط التكتونية المعروفة، ولا يمكنهم تحديد أوقاتها واماكنها وقوتها ونبضاتها الارتدادية. وتكاد تنحصر نشاطاتهم برصدها وتسجيلها بعد وقوعها باستخدام جهاز السيزموغراف Seismograph)، لكن المثير للدهشة ان جهابذة الجيولوجيا في الجامعات العربية دخلوا أيضاً على الخط بقصد التوضيح والتحليل والتفسير وليس التنبؤ، من امثال: الدكتور طوني نمر، والدكتور صالح عوض، والدكتور خالد الشوابكة وغيرهم. باستثناء الجيولوجي الاردني (الدكتور مصدوق التاج) الذي حذر من زلزال عنيف قادم، لكنه لم يحدد موعده، رغم انه قال سيكون بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، وانه سيكون تحويلي الصدع. انزلاقي الجانب. يساري الميول. أردني الهوى. سوري المزاج، لبناني الأطوار، يمر بعربته بوادي عربة ليعصف بالصدع العظيم المرتبط بخليج العقبة، وينعطف بعد وادي عربة نحو البحر الميت فينبش قبره ويهشم عظامه، ثم يضرب الأسوار، ويقتحم الأغوار، ويخترق نهر الاردن، وينقسم بعد ذلك إلى صدعين متناظرين: صدع يضرب الجنوب، وآخر يضرب الشمال. .
ثم جاء الجيوفيزيائي الاردني (جورج حدادين)، فقال: ان الزلزال سيكون كما البالون المتمدد، الذي ينتفخ وينتفخ حتى آخر نفس قبل أن ينفجر بعنف، فتنبعث منه الطاقة بشكل حلقات وحمم نارية تتساقط فوق المناطق المأهولة، فتنهار البنايات، وتتساقط الأبراج والعمارات، وتحدث التشققات بين المدن والقصبات. وان من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت. والله يستر من الجايات. .