ملايين الدولارات لفرقعة بالون واحد
بقلم: كمال فتاح حيدر..
ربما كان البالون صينياً لكنه كان يتبختر على مهل في الأجواء الأمريكية على ارتفاع 60.000 قدم، ولا يستدعي وجوده إلى إستخدام القوة المفرطة لطرده، أو لتغيير مساره ودفعه نحو المحيط. يكفي دبوس واحد لتفجيره والتخلص منه بلا أضرار وبلا عناء وبلا خسائر فادحة بالاموال. .
فالصاروخ الذي فجر البالون ومزقه كان من نوع AIM 9X Sidewinder وهو بقيمة 400000 دولار، والطائرة التي أطلقته كانت من نوع F-22 لا تقل قيمتها عن 300 مليون دولار. وهي من أغلى المقاتلات في ترسانة الولايات المتحدة، وتتمتع بأعلى سقف للخدمة، وهي أيضاً الأكثر قدرة على توجيه ضربات دقيقة في تلك المرتفعات. حيث اطلقت أمريكا صاروخها على ارتفاع 58000 قدم. .
من الصعب رصد هذه الطائرة، فهي وعلى الرغم من حجمها الكبير لكنها تظهر في شاشات الخصوم بمساحة 0.0001 متراً مربعاً، أي بحجم نخلة أو دبور صغير. بالإضافة إلى ذلك تعد F-22 واحدة من أغلى الطائرات في التشغيل، حيث يبلغ متوسط التكلفة لكل ساعة طيران حوالي 68000 دولار. ولك أن تتخيل حجم التكاليف التي تكبدتها أمريكا لفرقعة بالوان فارغ، ولم تعبء بمناشدات الصين، التي طالبتها بضبط النفس والتعامل مع البالون بطريقة هادئة ومهنية، مبينة انه لن يشكل تهديدا عسكريا أو شخصيا للأفراد على الأرض، مؤكدة على أن عدد البالونات الأميركية التي حلقت فوق الصين دون إذن من بكين، خلال العام الماضي بلغ 10 بالوناً. .
وبالتالي فأن تفجير البالون بهذه الطريقة وبهذه التكاليف يعد سابقة سيئة للعلاقات بين واشنطن وبكين، التي تحولت الآن من التنافس المحموم إلى المواجهة الصريحة. .
يبدو، والله أعلم، ان أمريكا تؤمن بالمثل الشعبي العراق القائل: (تحزم للواوي بحزام اسد). أو المثل الشعبي المصري: (اتهيأ للنملة زي ما تتهيأ للسبع)، اي استعد لمواجهة الثعلب كأنك تواجه أسداً، ويعني عدم الاستهانة بالبالونات الصينية مهما صغرت احجامها وانخفضت تكاليفها. . .