[ طهر القائد الصالح … وعفن ونجاسة المسؤول الفاسد ]
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
الطهر والطهارة من التقوى ، والطاهر هو المتقي …… وما يقابل الطهر والطهارة هو العفن والنجاسة لما لا يتقى من مصدر الخبث ، وما هي العفونة والإرتكاس في النجس ، وسلوك الإنحراف السفل …….
والإنسان المتقي هو الإنسان القائد ….. والإنسان اللاهي هو العبد الذليل المساق المتبع نفسه الأمارة بالسوء سلوك إنحراف ، فهو السافل المنحرف العفن النجس الرذل ….
والمصاديق متوفرة كثيرة ، حاضرة متنوعة ، مشاهدة مألوفة معاشة ، لكلا النوعين من الإنسان الطهر القائد ؛ والإنسان العفن النجس السافل الذي جعل نفسه من خلال سلوكه الفاسد المنحرف أسفل سافلين …..
والإنسان الذي يتصدى للمسؤولية ، ويكون قائدٱ ، فهو أما طهرٱ ويكون القائد الطاهر النقي المشرق رحمة ، وسلوك خير ومنفعة ، وقدوة وأسوة ….. وأما هو عفن خبث ، ونجاسة تفكير ، وإنحراف سلوك ، فيكون مسؤولٱ نجسٱ سافلٱ ، وقائدٱ نفسه وأتباعه الى الدرك الأسفل من النار ، وهو في الجحيم سكنٱ ، وتواجدٱ في سقر ….. فتبٱ وسحقٱ له ، ولأمثاله ، وأتباعه ، ومن هم على شاكلته ومنواله …. مثلما هو إمرؤ القيس الشاعر الجاهلي المفلق شاعرية ، العفن الأخلاق ، الفاسد سلوكٱ ، الذي يقود اللواء الى النار ، كما قال عنه ( إمريء القيس ) رسول الله العظيم ، النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وٱله …..
وإذا طالبتني بالمصاديق ، فإني ٱتيك إياها عاجلٱ ….. أحدها وأولها على الإنسان القائد الطهر المتقي الذي يلاحظ نفسه ويتابعها رقابة ، ويحاسبها على سلوكها وتصرفاتها …… وهو السيد الشهيد أبو محمد جعفر ، محمد باقر الصدر عليه السلام ، لما تطلب منه إحدى بناته ، أن يزيد مصروفها اليومي لما تذهب الى المدرسة ، وهي تلميذة إبتدائية لتشتري إصبع موز لتأكله رغبة في مذاقه ، وشوقٱ الى هرسه …. فماذا فعل السيد الشهيد سلوك تربية مع أبنته الحبيبة ، أنه سألها …. وهل كل البنات التلميذات يقدرن على شراء الموز. …. ؟ أجابته بضعته العلوية المهذبة الطيبة المؤدبة الطاهرة … لا بابا ….. ؟؟؟!!!
فقال لها وهو المتألم العطوف الشفيق الحاني بإبتسامة رحمة وحنان وتهذيب وتربية . بابا ، حلوتي ، حبيبتي : لا فرق بينك وبينهن في القدرة والسلوك والتصرف ، لذلك لا أزيد مصروفك فلسٱ واحدٱ ؛ ولكن ، غاليتي الحبيبة إبنتي وردتي ، إجمعي أنت وأختك مصروفيكما معٱ ، وإشترين إصبع الموز ، وقسماه بينكما ، حتى يكون هذا التصرف هو تصرف قيادة عدالة إجتماعية في التفكير والسلوك والتهذيب والتربية ….. وتكونا مثلما هن أخواتكن التلميذات في المدرسة ، بمستوى إجتماعي معاشي واحد ……
هذه هي تربية الإنسان القائد الطهر المسؤول الأمين الطيب الناصح الطاهر ، الذي يصلح أن يكون مسؤولٱ ، ويقود أمة ، ويحكم شعبٱ ، ولا يفرق بين الناس …..
ونفس هذا السيد الشهيد أبي محمد جعفر ، السيد محمد باقر الصدر ، عليه رضوان الله تعالى وفيض بركاته ، قد روض نفسه أولٱ ، وهذبها ، ورتبها ، وهداها ، ووطنها ، على المعقول الشرعي في الملكية والقيادة ، والسلوك والتصرف ، لما سأله أحد محبيه من الناس الذي كان يزوره ويجالسه ، وقال له متساءلٱ مستفهمٱ : سيدنا هل عندك بيت تسكنه وتأوي اليه …. ؟؟ أجابه السيد الشهيد ، والإبتسامة مليء شفتيه ، وأساريره منيرة مشرقة ، أن ، نعم …. !؟ وأردف السائل سؤالٱ ٱخر : أين هو …. ؟؟؟ أجابه السيد الشهيد محمد باقر الصدر عليه السلام مبتهجٱ مسرورٱ فرحٱ : { إنه في الجنة ، إن شاء الله تعالى ….. ؟؟؟ } .
هذا هو المسؤول الطهر القائد الصالح لما يتصدى للمسؤولية والقيادة والحاكمية ، فهو المتقي المؤتمن ، الذي لا يشك فيه ، ولا منه يخاف ….. ؟؟؟
والمصداق والمصاديق التي تقابل مصداق السيد الشهيد التي هي : في تناقض تفكير ، وإختلاف سلوك ، وخلاف تصرف …… هو المسؤول السياسي الفاسد المنحرف الذي يتزعم قيادة تنفيذية ، أو رمز مسؤولية إدارة تشريع ….. الذي يطالب بمنحه ملبغٱ كبيرٱ من المال من الدولة ليعالج مرض داء القشرة في فروة رأسه ، أو أنه يستخدمه من أجل تحسين معالم وجه أو مساحة عورة زوجته ، أو علاج مرض أصاب دبره …… والمسؤول الذي يتفاخر وينتشي لذة ، لما يتحدث عن إبنه أنه ينفق على مبلغ رسوم كارت شحن موبايله كلفة مالية في الشهر الواحد أربعة ملايين دينارٱ ، الذي هو يعادل ثمانية رواتب للموظف الذي يعمل وينتج خيرٱ للدولة مما هو فيه من بذل الجهد ……. !!!! ؟؟؟؟
وما الى ذلك من مصاديق أخر في السرقة غصبٱ ، والنهب صعلكة جاهلية ، وتوزيع أموال الشعب العراقي غنائمٱ حربية فيما بينهم هم اللصوص السفلة ، وكأن المسؤول السياسي الحزبي الحاكم المتسلط الفاسد ؛ إنما يقاتل كفارٱ ( الذين هم الشعب العراقي المؤمن المسلم الكريم الأبي المستضعف ) ، ويستحل أموالهم إستيلاءٱ بلطجة ، ويسبي نساءهم قهر سلطان حاكمية ظالمة مجرمة منحرفة ، ويستحييحها …. !!!؟؟؟
وهذا هو مصداق كل مسؤول فاسد سافل صعلوك ناهب مستهتر الذي يتبع نفسه الأمارة بالسواء التي تسوقه الى إشباع شهواته ورغباته وأشواقه وأحلامه من المال السحت الحرام الذي ينهبه ويسرقه ويغتصىبخه من الشعب العراقي ، من دون سلطان … ؛ إلا بسلطان البلطجة الصعلوكية الجاهلية المكيافيلية المستهترة الجبانة الحاكمة السفيهة الظالمة المغتصبة …… !!!
فأين المسؤول السياسي الحاكم الكع الفاسد الصعلوك ….. من ذرى مجد الإنسان المتقي ، القائد الصالح ، الحاكم العادل ….. !!! ؟؟؟