أخشى ما أخشاه ان تكون لجنة التقييم هي نفسها تحتاج إلى تقييم ..
بقلم : اياد السماوي ..
الدولة هي الجهاز الإداري الذي يسيّر أعمالها اليومية ، أو ما يطلق عليه اصطلاحا بالدولة العميقة .. في بلدي العراق وللأسف الشديد الدولة العميقة مختطفة من قبل الفاسدين والفاشلين والأغبياء الذين مضى على بعضهم أكثر من عشر سنوات من دون أن يقدّموا لبلدهم شيئا غير الفساد ، واستطيع القول أنّ استعادة الدولة العميقة في العراق من هؤلاء الفاسدون والأغبياء والفاشلون يحتاج إلى إرادة سياسية قدّت من حجر .. ومبدأ تقييم الوزراء والوكلاء والمدراء العامون الذي أعلن عنه دولة رئيس الوزراء ، هو ثورة من شأنها أن تعيد الدولة العميقة المختطفة من قبل هؤلاء ، وهذه الثورة تحتاج أولا إلى إرادة فولاذية صلبة للمضي بها وعدم التراجع عنها تحت أيّ سيب أو ضغط ، وتحتاج ثانيا إلى لجنة وطنية مخلصة ونزيهة تضع الله والوطن ومصلحة الشعب العليا أمام أعينها عند التقييم ، ولا اعتقد أنّ دولة رئيس الوزراء تنقصه الشجاعة والإرادة للمضي قدما بثورة استعادة الدولة المختطفة ، ولكن أخشى ما أخشاه أن تكون لجنة التقييم نفسها تحتاج إلى تقييم .. لا استطيع الحكم على عمل لجنة التقييم الآن حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الإصلاح والتغيير ..