بلاويكم نيوز

الوفاء مع الجمهور

0

بقلم : هادي جلو مرعي ..

تفتح الإنتخابات المحلية المزمعة نهاية العام الجاري الباب لتكهنات مختلفة عن طبيعة العلاقة بين المرشح والجمهور، وماإذا كان هناك نوع من التحايل يمارسه المرشح للوصول الى النتائج المطلوبة دون الوفاء بالإلتزامات التي يقطعها عادة في أثناء حملته الإنتخابية، وهي عديدة، ثم يواجه حملة نقد شديدة لايكون منشغلا بها بعد أن نال مراده على أمل أن يستفيد من وجوده في البرلمان، أو مجلس المحافظة لتحقيق مكاسب تضمن له التأثير في عدد كاف من المصوتين للإنتخابات التي تلي، ولعله يحقق مكاسب إضافية أثناء توليه مهامه التشريعية والرقابية، تحفز أعدادا من الجماهير لتقتنع به مجددا مرشحا لها، وهذا ليس كافيا، والأفضل في الواقع الوصول الى الجمهور عن طريق الإلتزام بالتعهدات التي قطعها، وكسب الثقة الكاملة، وعدم تجاهل الوسائل الممكنة كافة لتلبيها، وهذا سيعزز حضور المرشح لاحقا، ويؤهله للفوز في مناسبات إنتخابية لاحقة.
‏النائب عالية نصيف محل نقاش في الأوساط السياسية والإعلامية، وعادة مايحاول البعض إثارة نقاط نقد مختلفة تتصل في الغالب بطبيعة النظام السياسي وإرهاصات مراحل مابعد العام ٢٠٠٣ التي أرهقت كاهل المواطن العراقي على مستوى الأمن والخدمات والتوظيف، وهي نقاط أساسية أجلت الحديث عن الإستثمار والتطوير والمشاريع الكبرى التي تتحول في مثل ظروف العراق الى أحلام يصعب الوصول لها في عالم الواقع، لكنه واقع قد يتغير بفعل عوامل متعددة خارجيا وداخليا، وهناك من يعمل في ظروف المحنة، وفي ظروف الإسترخاء والهدوء السياسي والأمني، ويثبت حضوره وتأثيره، ويكسب المزيد من المؤيدين الذين يتجاوزون الإنتماء السياسي الى مايقدمه المرشح خاصة، ونحن في بلد تتغلب فيه الولاءات على البرامج والكفاءات، وربما يصوت البعض على مرشح لايقدم شيئا، لأن المهم عند هذا الجمهور هو إنتماء المرشح للجهة التي يؤمن بها.
‏في مناطق الكرخ من بغداد وخاصة مناطق الحرية، ومايحيط ويتصل بها من أحياء فرضت عالية نصيف سياسة مختلفة، ونجحت في تحقيق الفوز في أكثر من دورة إنتخابية، ولعل السر في ذلك هو إنها إستثمرت حاجات الناس البسيطة، وحتى المعقدة لأنها تمتلك الجرأة والقوة في الوصول الى المؤسسات التي عادة ماتتجاهل حاجات الناس، لكنها تستجيب في حالات الضغط الفائق، ماعزز وجود النائب عالية نصيف وحضورها حين حققت لجمهورها مكاسب كبيرة، وهي تنشط الٱن في بناء مستشفى الحرية بعد حملات تعبيد للطرق، وبناء مستوصفات، وأماكن تنزه، وحل لمشكلات يواجهها الناس، وتخفيف عن الأعباء ماوفر لها كما كبير من الأصوات الإنتخابية، وهذا ليس نقدا لها، أو تهمة كما قد يظن البعض، ولكنه نوع من السلوك السياسي الذي تتحقق معه مصلحة الطرفين، الجمهور والمرشح معا، لكن الأساس فيه هو الوفاء للجمهور بالتعهدات التي تقطع، وثم تكون واقعا ملموسا، وأظن أن الإنتخابات المحلية المقبلة ستكون رهانا على قدرة كل مرشح في إقناع جمهور لم يعد يقتنع بسهولة، وليت عالية نصيف ترشح عن منطقتنا في جانب الرصافة التي تبكي على الطرق المعبدة وتحلم بإنقشاع الغبار والأتربة التي تغطي ثيابنا وبيوتنا..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط