ماذا تريد أمريكا من العراق ؟؟؟
بقلم : أياد السماوي ..
في زمن حكومة مصطفى الكاظمي كانت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تسمح للعراق باستثناءات يمكنه من خلالها تسديد أثمان الغاز المستورد من إيران ، وكانت تقول للحكومات العراقية السابقة عليكم باستثمار الغاز المصاحب الذي يحرق ولم يتم الاستفادة منه ، لكنّ الحكومات السابقة لم تكن جادة في استثمار الغاز المصاحب ، بل لم تتقدم خطوة واحدة في هذا الاتجاه ، لكن بعد استلام محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء ، كان همه الأول هو الشروع باستثمار الغاز المصاحب والمضي بجولة التراخيص الخامسة وتحقيق اكتفاء ذاتي للغاز ، بل أن طموح السوداني يتعدى ذلك بأن يكون العراق مصدرا للغاز ، وكان من المفروض أن تدعم أمريكا هذا الاتجاه من خلال الاستمرار باستثناء العراق من العقوبات المفروضة على إيران لهذا السبب ، لا أن تضيّق على العراق بخصوص هذه الاستثناءات ، وهي تعلم أنّ ثلث الطاقة الكهربائية المنتجة في العراق يعتمد على الغاز الإيراني المستورد ، فعندما ترفض أمريكا تسديد أثمان هذا الغاز إلى الجانب الإيراني ، فمن الطبيعي جدا أن تقوم إيران بإيقاف الغاز المصدّر إلى العراق لعدم التسديد لها ، فليس من المعقول أن تستورد إيران الغاز من تركمانستان وتدفع أثمانه نقدا ، وتقوم بتصدير الغاز للعراق من دون أن يدفع العراق أثمان الغاز المستورد ، فكان الأولى لأمريكا التي تدّعي صداقتها للعراق كذبا ، أن تقوم بمساعدته لتحقيق حاجته من الغاز المصاحب ، وأن لا تمارس الضغط على العراق بعدم إرسال الأموال إلى الجانب الإيراني ..
أمّا إذا كان هدف أمريكا هو اسقاط حكومة السوداني من خلال الكهرباء ، فنجوم السماء أقرب لأمريكا ، لأن حكومة السيد السوداني قد نفذت إلى ضمائر العراقيين جميعا دون استثناء .. والصداقة مع العراق وشعبه لا تمرّ من خلال الضغط عليه أو رفع راية العداء للشعب الإيراني الشقيق ، ونحن العراقيون لن نسمح لأمريكا بإسقاط حكومة السوداني من خلال الكهرباء ..
أياد السماوي
في ٢٤ / ٥ / ٢٠٢٣