الطنطل في الميثولوجيا العالمية
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لا اريد تكرار ما تناوله الذين سبقوني في الحديث عن هذا الكائن الخرافي، ولا اريد احتجاز الطنطل داخل رقعة جغرافية منزوية في أهوار جنوب العراق، فقد قرأت بالصدفة مقالات مكتوبة عن مخلوقات اسطورية مشابهة للطنطل في أماكن متفرقة من العالم، وربما كانت رواية الدكتور علي الوردي السبب الرئيس في مساعدتي بالعثور على الروايات الأخرى عندما اشار رحمه الله إلى دور القوات البريطانية في تضليل أبناء الجنوب، وتخويفهم من كائن ذو عشرة ذيول أو ظفائر (ten-tail) لإشاعة الفزع بينهم حتى لا يقتربوا من مناجم الزئبق الأحمر. .
لكننا وبفضل النوافذ المعرفية المفتوحة في زمن الانترنت استطعنا الاطلاع على أساطير صينية ويابانية غارقة في القدم، تتحدث كلها عن شجرة عملاقة جذورها في الفضاء، ولها عشرة تفرعات (Ten Tail)، تنتج ثمار الشاكرا (chakra) كل ألف عام، لكن قبيلة الاوتستسوكي (Ōtsutsuki) غرست بذورها في الأرض بقصد قطف ثمار الشاكرا من الكواكب البعيدة، فتحولت تلك الشجرة إلى وحش كاسر يسعى للانتقام من الذين سرقوا الثمار بلا إذن من الشجرة. المصدر. . (Jin no Sho, page 107)، و: (Naruto chapter 594, page 9). .
تقول الاسطورة الصينية أيضاً: ان كائن (tentail) له أشكالًا متعددة. وهو بعين واحدة تشغل معظم رأسه، ونتوءات شائكة تنمو فوق ظهره بشكل يشبه صدفة المحارة، وجسمه شبيه بالبصلة بأذرع طويلة وأيدي ذات مخالب، وبلا أرجل خلفية مرئية، بالإضافة إلى فم عريض مع صفوف متعددة من الأسنان المدببة، وسنبلة واحدة على ذقنه. تمتد الأوردة الداكنة المشابهة للنبات على طول جسمه، وتشبه نهايات ذيله براعم الأوراق. . المصدر: (Naruto chapter 610, pages 2-3). .
ويقال: انه يتمتع بقوة بدنية هائلة، وهو سريع ومخادع، تساعده بنيته القوية على تحمل ردود الافعال العنيفة، ولذيوله قدرات استثنائية على التمدد والتضخم بالطول والعرض. المصدر: (Sasuke Shinden: Book of Sunrise). .
ربما يطول بنا المقام في سرد تفاصيل الروايات الصينية واليابانية، لكنها تحوم كلها حول كائن خرافي، اسمه المترجم الى الانجليزية (تنتال)، وله علاقة بالفضاء الخارجي، وربما له علاقة بالانوناكي، ولا تتوفر لدينا الادلة لقطع الشك باليقين حول صحة تلك الاساطير من عدمها، إلا ان الثابت لدينا ان الطنطل له عشرات الصور في كل القارات، وهنالك بعض المدن التي تحمل اسمه في شبه القارة الهندية، نذكر منها ،على سبيل المثال لا الحصر: مدينة طنطل (tantol) التابعة لولاية راجستان، وتبعد عن مدينة نيودلهي حوالي 537 كم، وهي خالية تماماً من الطناطل، لكنها من المناطق الموبوءة بالامراض الفتاكة. يبدو ان الطنطل تحول عندهم إلى فيروس مميت. .
وفي بريطانيا أشارت سجلات الاحوال المدنية إلى وحود عائلة انكليزية كانت تحمل لقب (الطنطل)، أو (Tantol). ولا ندري فيما إذا كانت أشباح الطناطل البريطانية التي اجتاحت العراق تنتمي لقبيلة الطناطلة اللندنية ؟. .
اما الطنطلوس (Tantalus) فهو كائن أسطوري في الميثولوجيا الإغريقية. اشتهر بنزعاته الشريرة، فحُكم عليه بالوقوف وسط مسطح مائي واسع، تحت ظل شجرة فاكهة، ذات أغصان منخفضة، وتبقى ثمارها في متناول يده للأبد، بينما ينحسر عنه الماء دوماً كلما أراد أن يشرب منه. وبالتالي فانه يحمل بعض صفات الطنطل الذي يعيش في الاهوار. .
ختاماً: قد تختلف الاساطير الموروثة عن الطنطل باختلاف المكان والزمان، وقد تتطابق في بعض المزايا والملامح، لكنها تبقى حتى الآن خارج اطار التشخيص العلمي الدقيق. . .