بلاويكم نيوز

هل للمال القطري دور في عقد صفقة ميسي وأنتر ميامي الامريكي؟

0

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

أعلن ميسي تعاقده مع نادي أنتر ميامي الأمريكي.

وقبل ذلك بثلاثة أيام كان خورخي والد ووكيل أعمال ميسي قد أكد رغبة نجله في العودة لبرشلونة الإسباني، خاصة بعد نيل موافقة رابطة الدوري الإسباني (الليغا) على تسجيله..

وقد أضاف خورخي بعد اجتماعه مع رئيس نادي برشلونة لابورتا قائلاً: “ليونيل يرغب بالعودة إلى برشلونة، وأنا أحب أيضاً عودته للنادي..” !

إنه كلام جميل دون شك، ولكن ماذا جرى بين ليلة وضحاها ليتغير الامر رأساً على عقب، مادام ميسي يرغب بالعودة لبرشلونة، وأبوه يحب عودته، فضلاً عن أن عقبة الليغا قد أزيلت بعد ان أعلنت موافقتها رسمياً، كما أن رئيس النادي لابورتا قد أعطى اوامره الحاسمة للإدارة بتذليل جميع الصعاب امام ميسي، وجعل عودته حجر الأساس في مشروع البرشا الناهض. وقد جعلت هذه الأنباء بشائر الفرح في كل بيت من بيوت الجمهور العاشق لميسي، والذي يقدر بأكثر من مليار تقريباً .. لكن الامور تغيرت فجأة، وصار الاتفاق مع أنتر ميامي وليس مع برشلونة !!

والسؤال الأهم هنا: ماذا حصل، وما السر، ومن ذا الذي دسّ انفه في هذا الأمر ، و(خرب الشغل)؟ وقبل ذلك نقول: لماذا لم يحترم ميسي مشاعر الجمهور الذي أحبه حباً عظيماً، والتهبت أكفه في مدرجات (الكامب نو) من التصفيق له، وبحّ صوته من الهتاف باسمه طيلة مباريات الموسم، لاسيما المباريات الأخيرة، التي جعلها رد اعتبار لميسي بعد اساءات واستفزازات الجمهور الفرنسي في كل مباراة تقام على ملعب حديقة الأمراء بما في ذلك مباراة الوداع التي اقيمت في ملعب بارك دي برنس!.

إن ما حصل لميسي من اهانات وازدراء في فرنسا، كان كافياً – برأي الجميع – ان يجعله يفكر ألف مرة قبل الوقوع في مثل هذه الصفقات التي لم يراع فيها اسم ميسي ومكانته، والموقع الذي يجب أن يكون فيه، بقدر مراعاتهم للاموال التي ستدفع لهم !

لقد توقع الجميع أن يكافئ ميسي جمهوره البرشلوني ويعود اليه لاعباً ومنقذاً، بعد ان فقد البرشا سحره في غيابه، واصبح تحت يد تشافي، كأنه الفحيحيل الكويتي أو فريق أم صلال القطري.. ولا أظلم احداً لو قلت إن نسخة برشلونة الحالية هي أسوأ نسخة في تاريخه الكروي.. لقد كان برشلونة يضم قبل فترة ليست بعيدة، نجوماً كالأقمار مثل ميسي وأنيستا ونيمار وسواريز وغيرهم، واليوم بات مظلماً، في ظل مدرب ليس له في التدريب علم ولا فهم، ولاعبين (خردة) امثال فيران وفاتي ورافينيا وألونسو وكوندي وبقية الجوق، واجزم لو أن في الدوري الاسباني فريقاً واحداً (بيه خير) لما فاز برشلونة بمستواه الحالي بالدوري قطعاً .. لكن ما العمل إذا كانت الفرق الاسبانية جميعها هزيلة وضعيفة، ولا يحتاج المرء علماً فائقاً ليتوقع أن الموسم القادم سيكون أسوأ من سابقه، وستضعف المنافسة ويغيب الجمال في مباريات الكلاسيكو التي أحبها العالم، خصوصاً بعد رحيل كريم بنزيما، وبقاء (العجوزين) كروس ومودريتش، مع مشاكل فينيسيوس الصبيانية التي ستزداد حجماً واثارة هذا الموسم، مع ضعف دفاع ريال مدريد، وطبعاً يضاف لذلك رداءة أداء برشلونة، زائداً التحكيم، وعنصرية قيادات الليغا، وهذا ما سيدفع الجمهور الى أن يشيح بوجهه عن الدوري الاسباني الممل، بخاصة والدوري الإنگليزي بات اليوم مشعاً بأضواء دي بروين وهالاند ومحمد صلاح وهاري كين وساكا وراشفولد وغيرهم.. لذلك كانت الصدمة عنيفة امس حين أعلن ميسي بنفسه عن تعاقده مع نادي ميامي .. ومما جعل الامر صادماً اكثر، ان نادي ميامي لم يكن في دائرة التوقع والحسبان، إنما كان رهان الجميع منصباً على الهلال وبرشلونة، خاصة وإن عرض نادي الهلال فلكي من حيث قيمته المالية.. لكن الذي حصل غير هذا تماماً، فلا ارقام الهلال الفلكية نفعت، ولا حب ميسي لبرشلونة (جاب راس)، إذ فجأة ظهر لهم انتر ميامي من خلف (الخيل) ليكسر التوقعات ويفوز بالسباق.. والسؤال الآن: كيف حدث الامر، أهي مصادفة أم أن في القضية (سراً) لا يعرفه أحد، خصوصاً أن امريكا لا تلعب كرة القدم، ولا تحبها ولا نشاهدها، فهل ذهب ميسي اليها ليشتغل ( عداد) يحصي به الاموال التي ستتواصل في حساباته وحسابات أبيه ؟!
يقول البعض إن ثمة سببين ارسلا ميسي الى امريكا وليس الى الرياض، أو برشلونة، الأول ان عقد برشلونة البالغ (٢٥) مليون دولار في السنة لا يتناسب مع مئات ملايين الدولارات التي عرضها الهلال أو ميامي.. لذلك رفضه والد ميسي السيد خورخي.. اما عقد الهلال، فقد رفضته (أنتونيلا) زوجة ميسي، فهي لا تحب العيش في بلدان كالسعودية، إنما تحب أجواء وحياة أخرى مثل أجواء أمريكا، وربما ذلك يعود لكونها كانت عارضة أزياء، تهوى وترغب المدن المضيئة، التي تنشط فيها الفنون والموضة والأزياء.

ولأن ميسي لا يرفض للمدام طلباً، فقد وافق على العرض الأمريكي.. ومع هذين السببين، ثمة من يقول إن العرض الامريكي لم ينل موافقة زوجة ميسي فحسب، إنما نال موافقة والد ميسي وميسي نفسه، وذلك لما سيوفره العقد من منافع آنية ومستقبلية واسعة.. فقد كشفت شبكة ذا اتلتيك عن هذه الصفقة التي ستدخل فيها رابطة الاندية الامريكية ورعاة الدوري مثل Apple TV+ وشركة اديداس، وذلك من خلال الكشف عن اتفاق تم بين الرابطة و Apple TV+ بلغت قيمته 2.5 مليار دولار لمدة عشر سنوات تقوم Apple TV+ ببث مباريات البطولة التي سيحصل منها ميسي على نسبة من المشتركين الجدد في الخدمة التي تطلقها Apple TV+. كما اشارت الشبكة الى اتفاق تم بين الرابطة وشركة اديداس العملاقة بتمديد عقد رعاية الشركة للدوري الامريكي مقابل 830 مليون دولار حتى 2030 ومن بين بنود الاتفاق ثمة بند خاص بميسي الذي سيحصل على حصة من الارباح الجديدة من كل المبيعات، كما ان شركة ادي داس ستقوم لو وافق ميسي بالانتقال الى انتر ميامي، بتخصيص خط انتاجي لحذاء يحمل اسم ميسي، يحصل بموجبه على نسبة معينة من كل حذاء مباع يحمل اسمه، أسوة بما فعلته شركة نايكي مع اسطورة كرة السلة مايكل جوردان الذي تم إنتاج حذاء يحمل اسمه حصرياً عام 1984، وحصل من خلاله على ارباح عظيمة..

والآن وبعد رفض ميسي للعرض السعودي الذي يقارب المليار، وقبوله العرض الأمريكي العظيم، سنجد أن الربح سيكون لميسي مع ميامي اكبر وأكثر على المدى البعيد، تماماً كما فعل ديفيد بيكهام من قبل عندما رحل الى غالاكسي براتب قدره 6.5 مليون، بينما أصبح اليوم يمتلك نادي أنتر ميامي الذي تبلغ قيمته 585 مليوناً.. !!

ورغم كل هذه المنافع، فأن هناك من يقول إن لقطر يداً في عقد ميسي مع النادي الامريكي، لاسيما وأن بيگهام رئيس نادي ميامي هو رجل قطر، وقد سبق وأن تعاقدت معه قطر مقابل 177 مليون يورو من اجل ان يكون سفيراً” لكأس العالم 2022، ولهما مصالح مشتركة كثيرة.. ومن باب هذه العلاقة دخلت قطر على خط ميسي، ساعيةً الى ابعاده عن التعاقد مع الاندية السعودية، لأسباب (يعرفها الجميع )!!

ولأن الدوحة تجيد اللعب من تحت الطاولة، ولها تاريخ (ناصع) في التآمر، وفي استخدام المال في تمرير مخططاتها الخبيثة، فقد اتفقت مع بيگهام على تقديم عرض لميسي يفوق عرض المليار يورو السعودي، وستدفعه قطر من جيبها، بل ومستعدة لدفع اكثر من هذا المبلغ كي لا تنجح الرياض في التعاقد معه….!

إذن لم يكن ميسي صادقاً حين قال ان المال لم يكن السبب في ذهابه لميامي، وإلا (لذهب) الى الهلال ذي المال والعرض الأكبر..

واذا كان البعض يظن أن أنتر ميامي سيعير ميسي لبرشلونة بعد التعاقد معه، فهو (واهم ) تماماً، لأن قطر لا تحب برشلونة، ونادي ميامي ليس جمعية خيرية لرعاية الأيتام ، فضلاً عن تصريحات ميسي واتهاماته الاخيرة لأدارة برشلونة.. ! ختاماً أقول: إني أكتب هذا المقال وقلبي يقطر دماً، مما فعله بنا ميسي، لكني سأبقى اكتب دون توقف حول هذه الخيانة وقلة الوفاء، لاني أحب برشلونة ومخلص لـ (التيكي تاكا)، حتى آخر يوم في عمري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط