حافظوا على ماتبقى…
بقلم :نبيل العزاوي ..
ماحدث أخيراً بمجلس النواب العراقي وبإقرار الموازنة الاتحادية خرق واضح وغير مبرر لإتفاقات وقعت بين مكونات الاطار والحزب الديمقراطي الكردستاني، والمتابع للأحداث والإجراءات التي شابت هذه العملية يدرك وبما لايقبل الشك أن هناك من يحاول إفشال وعرقلة التعهدات المبرمة،من خلال اللجنة المالية التي خرجت عن اختصاصها المرسوم لها وفق القانون والدستور من خلال إضافة وتغيير الفقرات وبالإتفاق مع حزبٍ خاسرٍ تشضت قياداته وقراراته بعد رحيل قائده .
الواضح والمعلوم أن هنالك من لايدرك الاخطار المحدقة بالعملية السياسية ، خصوصاً أن نكث العهود لم يعد مقبولا لا محلياً ولا دولياً ، وأن إمتعاضاً قد وصل برسائل مباشرة من أغلب المخلصين على هذا البلد بأن ماجرى لايمكن السكوت عليه إلا إذا كانت هناك قراءه واقعية لأستدراك ماحصل والرجوع فوراً لتطبيق أهم القوانين المعطلة عمدا من ٢٠٠٧ الى اليوم ،وهو قانون النفط والغاز ، ومن ثم تطبيق المادة الدستورية والقانونية والتي لاتقل أهمية عن باقي المواد وهي الماده ١٤٠ ، وكذالك إيجاد الحلول الناجعة والفاعلة لقضية سنجار والتي أكدت عليها وفي اغلب الإحاطات مبعوثة الامم المتحدة لأهميتها وخصوصيتها ،من خلال اعادة النازحين لقراهم وتعويض كل من لحق به الأذى من عصابات داعش الإرهابي .
فرغم الانتكاسات والخروقات القانونية في الدستور العراقي، وتمييع اكثر من ٥٠ فقره دستورية ، وإقرار موازنة لاتلبي الطموح والمرتجى وبرغم كل المحاولات لتقويض كيان الاقليم وإرضاخه بطريقةٍ واخرى لدخوله بمساومات سياسية ثم النيل منه بشتى الطرق والوسائل، ومن خلال إستعراضات من البعض وأخذ دور البطولة الوهمي لتغطية الفشل وضياع الاموال والتي بأقل من ربعها بنى الإقليم واحةً جميلةً يقصدها كل عراقي باحث عن الراحة والامان لما يمتلكه من بنى تحتية واعمار ورجالات تعرف ماتقدم لأبنائها.
فالشعب الذي قارع النظم الدكتاتورية وقدم أكثر من ٢٥٠ ألف شهيد في سبيل الوجود والكرامة والعيش المشترك بعراقٍ للجميع وليس لأحد، هذا الشعب الذي أعطى كل هذه التضحيات الجسام وناضل في سبيل إثبات وجوده على أرضه وتأريخه الحافل نستطيع وبكل ثقه ان نفخر كعراقيين بهكذا شعب وبقيادة أفنت حياتها للأجيال القادمة ورسمت أبهى الصور وأسماها.
فالحفاظ على ماتبقى من أهم الواجبات الملقاة على كاهل المتصدين للمرحله المقبله، فتنتظرنا استحقاقات قد تكون اهم من الموازنة استحقاقات البناء ومد الجسور من جديد مابين بغداد واربيل وحل كل العقد المدوره والاستفادة من فكر الزعيم مسعود بارزاني الذي لازال متمسكاً بالعملية السياسية رغم كل ماجرى، لانه على يقين بأن المستقبل أفضل رغم العوائق والمصدات .
فعلى الكل ان تتشارك في بناء هذا الوطن وعدم الإلتفات للمستعرضين وخالطي الاوراق والباحثين عن الشو والمعتقدين إن دور البطولة الزائف هو من سيشفع لهم وبمدنهم المنكوبة التي عانت وتعاني الخراب من خلال العبث والذي اصبح غير مقبولا .