بلاويكم نيوز

السوداني وفى ….والساهر اخلف ….!!

0

بقلم : سعد الأوسي ..

ظلت قصيدة انا وليلى التي كتبها الشاعر العراقي حسن المرواني ولحنها وغناها الفنان كاظم الساهر أيقونة اغانيه على مدى العقود الاربعة من عمره الفني رغم انه لحن وغنى المئات غيرها، وبضمنها عشرات القصائد من ديوان الشاعر الكبير نزار قباني . ومع ان كثيرا من تلك الاغاني حظي بنجاحات كبيرة وكانت وماتزال تتردد في ذاكرة الجمهور السمعية بمزيج من المتعة والنوستالجيا ، الا انّ ايا منها لم تصل في اعلى تقييماتها النقدية والجماهيرية الى النجاح الذي حققته (انا وليلى) التي مثلت نقلة موسيقية هائلة في حياة الساهر ووضعته في قائمة المبدعين الكبار من اعلام الموسيقى والغناء العربي.
وقد كانت هذه الاغنية وماتزال نموذجا عاليا للمعمار اللحني المركب القريب من التأليف السيمفوني سواء كان ذلك بمقاطعها المغناة او مقدمتها وفواصلها الموسيقية، مع ضرورة الاشارة الى جهد وابداع وبصمة الموزع الموسيقي الكبير فتح الله احمد رحمه الله في موسيقى هذه الاغنية الرائعة. واعتقد برسوخ ان سحر قصيدة المرواني وجمال ابياتها المليئة بالصور والمعاني الشعرية الجديدة، وتعبيرها المحموم عن قصة الحب الملتهبة التي عاشها الشاعر اثناء دراسته الجامعية في كلية الاداب، كانت وراء الهام الساهر بهذا اللحن الرائع والموسيقى الراقية التي لا تشبه خطه اللحني الذي بدأ به غناءه والمعتمد على الكلمات الشعبية البسيطة كأغنية عبرت الشط على مودك والتگرصه الحية بيده وسواها كثير. فقد نقلت (انا وليلى) الساهر من مستوى الى مستوى ومن عالم الى عالم، وكانت وماتزال اغنية الساهر الاثيرة التي يحرص على غنائها في حفلاته الكبرى والتي يستعرض ويؤكد فيها اقتداره وموهبته وموقعه بين كبار اهل الصنعة، هذا غير العائدات المادية الكبيرة التي حققتها هذه الاغنية للساهر وهو يستحقها بكل تأكيد.
هذه القصيدة الاغنية الخالدة التي تبدأ اول ابياتها ب
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي
اليوم يموت شاعرها حسن المرواني موتاً بطيئاً بعد ان نهش المرض والفقر جسده، وبعد ان استسلم لرياح اليأس والخيبة والحزن لانه لم يعد قادرا على توفير لقمة عيشه وتكاليف علاجه !!!!
مبدع القصيدة الخالدة التي يتغنى بها ملايين العرب في كل ارجاء الدنيا، مهمل عاجز متروك لا يسأل عنه احد ولا تمد له يد عون حتى من شريكه في ابداعها كاظم الساهر رغم انه مليونير كبير يملك ان يساعد المرواني ويعالجه بل ويغير كل حياته في طرفة عين ودون ان يتأثر عرشه المالي المتين، لان مايحتاجه المرواني يعد ملاليما تافهةً لاتذكر امام ملايين الساهر وقصوره وفلله واستثماراته المنتشرة في اكثر من بلد بلا حسد وغيرة.
حتى من باب اسقاط الفرض والمحافظة على صورته وبرستيجه، كان يجدر بكاظم الساهر ان يستجيب لنداء المرواني وحاجته، فان لم يكن لذلك فليكن من باب فعل الخير وفكّ الكربة ، لعلها تدفع بلاءً او تشفع في مشهد يوم عظيم يوم تقف كل اموال واملاك الدنيا عاجزة عن عون اصحابها، بل ربما كانت وبالا عليهم لانهم سيسألون عنها فيم اكتنزوها واين انفقوها، وستكوى بها جباههم واوجههم جزاءً وفاقاً، وهذا ما لانتمناه للفنان الساهر لاننا نحبه ونحب فنه وابداعه.
حين اتصل بي الشاعر جواد الحطاب قبل يومين منتخيا ومستنجدا لمساعدة الشاعر المرواني الذي يعاني من جلطة طارئة طريح الفراش بعد ان تخلى عنه (الجميع)، واول المقصودين بكلمة (الجميع) هنا هو كاظم الساهر الذي تخلى عن الشاعر المرواني ولم يلتفت لسوء احواله وتدهور صحته !!!
قلت للصديق النبيل جواد الحطاب: لا تعوّل على الساهر ولا تعتب عليه، فقد علمت انه لا يلتفت و لايهتم، وحتى لو فكرنا ان نستحثه بنداء او انتخاء، لا اظنه سيستجيب، لان من يريد ان يعين و (يفزع) لا ينتظر ان يحثه او يرجوه احد على فعل الخير، خاصة اذا كان هذا ال (أحد) رديفه وشريكه في اجمل ابداعاته واهم نجاحاته.
دع الامر لي، سأعرضه على من هو اهله وعدله، من لا نخشى ان يردنا خائبين، وقد جرّبناه في امثال هذه من المكرمات كثير.
اعطني ربع ساعة من الوقت وسآتيك بالخبر اليقين الذي يسرّك وينتشل المرواني من الذي هو فيه.
اقفلت المحادثة مع الحطاب و كتبت للرئيس محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، ونسيت في غمرة حماسي لمساعدة المرواني في اسرع وقت وحزني على حالته، وربما زعلي وغضبي من كاظم الساهر، ان الرئيس السوداني في زيارة لام الدنيا مصر، وانه بالتأكيد لن يرد علي في غمرة انشغاله بجدول الزيارة واجتماعاتها وبرنامجه المزدحم.
لم اكد اكمل شريط هذه الافكار المتداعية في عقلي، حتى التمع ضوء اشارة الواتس اب في هاتفي، ففتحته على عجل لأرى رسالة من دولة الرئيس السوداني يسألني فيها عن عنوان الشاعر المرواني ورقم هاتفه، ويخبرني انه اصدر امره الى سكرتيره الخاص لعمل كل مايلزم ويحتاجه المرواني في مرضه وعلاجه !!!!
لم يستغرق الامر سوى دقائق معدودة واستجاب رئيس اعلى سلطة في البلد في غمرة انشغالاته ومسؤولياته، وامر بعلاجه ومساعدته ماديا، بل وتواصل معي للاستعلام عن عنوانه، من اجل ارسال مسؤول رفيع من مكتبه الخاص لزيارة المرواني ومتابعة حالته.
اخبرت الحطاب ان دولة الرئيس اجاب واستجاب وان المرواني اصبح الان في ايد أمينة.
لم يصدق الحطاب ان الموضوع حل بهذه الدقائق المعدودة،
فقال: اشعر بالفخر ان لنا رئيس وزراء كمحمد شياع السوداني
وان لي صديقا مثلك
فأجبته: اما انا فاشعر بالاسف والحزن والاسى على الصديق كاظم الساهر
لان الخير قصده لكنه خيّبه ولم يفعله
وان الله ارسل له بسوء حال المرواني رسالة شفاعة ورحمة لكنه لم يقرأها
وان (انا وليلى) التي جلبت له مزيدا من الشهرة وكثيرا من المال، تعتب عليه لانه ترك شاعرها مريضا ذليلا ولم يفكر حتى ان يربت على كتفه.
و أعده انني لن اسمع هذه الاغنية بعد الان لانها اثبتت انها جاحدة قليلة الوفاء
واحسرتاه و واخيبتاه
ولاحول ولاقوة الا بالله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط