هل جاءنا الحديد من الفضاء ؟
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
يتفق معظم العلماء على ان عنصر الحديد لم يكن من العناصر التي ظهرت على كوكبنا في بداية تكوينه. ويؤكدون انه تشكّل في باطن النجوم النارية، التي انفجرت في الفضاء قبل وقت طويل من ولادة نظامنا الشمسي. وبالتالي فان الحديد جاءنا مع قطع الصخور التي سقطت علينا من الفضاء واصطدمت بكوكبنا، وان النيازك والمذنبات والكويكبات هي التي جلبته من النجوم البعيدة التي انفجرت في وقت سابق في تاريخ الكون. ولا تزال بعض هذه النيازك موجودة حتى اليوم، ويمكن رؤيتها في المتاحف. أو حتى شرائها عبر الإنترنت (إذا كان لديك المال). .
على السياق نفسه كشفت جامعة تكساس في بحث منشور لها على صفحات مجلة Nature Communications بتأريخ 20 فبراير من عام 2017: أن تركيبة عناصر الحديد الموجودة الآن ليست مرتبطة بتكوين نواة الأرض. .
كان القدماء يثمنون الحديد أكثر من الذهب، وذلك بسبب درجة انصهاره العالية (1538 درجة مئوية)، فلم يتمكن الحدادون في العصور الغابرة من تسخين الخامات لاستخراج الحديد، وتحويله إلى أسلحة. فكانوا يعتمدون على البرونز والنحاس في صنع أدواتهم. .
وهناك دراسات تؤكد: ان خنجر الملك الفرعونى توت عنخ آمون مصنوع من حديد نيزكى meteoric iron منذ 3 آلاف سنة. وأظهرت دراسات جامعة بيزا بإيطاليا أن تركيبة الخنجر الفرعوني تتوافق تماماً مع تركيبات 11 نيزكاً حاملاً للحديد. في حين توصل فريق علمي إلى اكتشاف أول خنجر مصنوع من حديد النيازك بالمغرب، وذلك بعد فحص 4 خناجر توصل لها مختبر النيازك التابع للمتحف الجامعي للنيازك بجامعة ابن زهر بأغادير. .
وقد اجمع العلماء كافة أن الحديد هبط على الأرض من السماء، و السبب في ذلك أن ذرة الحديد حتى تتكون لابد من أن تتوافر لها طاقة، تصل إلى ثلاثة أضعاف طاقة المجموعة الشمسية، و بذلك فأنه وفد إلى الأرض من الكون الخارجي. .
اللافت للنظر ان القرآن الكريم سبق العلماء قبل 1400 سنة في تشخصين مصادر عنصر الحديد ووزنه الذري، فقد جاء في سورة الحديدة: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}. بمعنى ان الحديد لم يكن موجودا على الأرض وانما أُنزل عليها. .
المثير للدهشة ان الوزن الذري للحديد 57 وهو ترتيب السورة في القرآن ، وان العدد الذري للحديد 26 وهو ترتيب اﻵية في السورة. .
اما أغرب ما قرأته حول هذا الموضوع فهو اعتراضات المواقع الاسلامية واحتجاجاتها ضد هذا الاعجاز القرآني المذهل. وتفسيراتهم الرافضة لهذه الحقيقة العلمية. .
ولله في خلقه شؤون. . .