توّقعات للخارطة السياسية القادمة ..
بقلم : أياد السماوي ..
مراجعة بسيطة للخارطة السياسية لعراق ما بعد سقوط الديكتاتورية ، ستعطينا فكرة عن طبيعة العملية السياسية التي اعقبت سقوط الديكتاتورية والعملية السياسية الحالية ، فالكيانات السياسية التي تصدّت للحكم في مرحلة ما بعد ٢٠٠٣ ، لم تعد كما هي بعد سقوط الديكتاتورية ، فاغلب قيادات هذه الكيانات قد تغيرّت بل أن الكثير منها قد انزوى في دائرة النسيان ، ولم يعد منها الا القليل ، سنيّا لم يعد لهذه القيادات التي أعقبت سقوط الديكتاتورية من وجود في العملية السياسية ، وكرديا لم يعد من هذه القيادات سوى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ، أمّا شيعيا فمعظم هذه القيادات قد غاب عن المشهد السياسي ولم يبقى منها غير زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم منظمة بدر هادي العامري وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي قرّر الابتعاد عن السياسة حفاظا على تأريخ عائلته ، وإذا ما اعتبرنا السيد عمار الحكيم هو امتدادا للقيادات القديمه هو والسيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي ، فيمكن القول أنّ الساحة السياسية الشيعية حاليا بدت محصورة بين ثلاثة أسماء فقط هم محمد شياع السوداني صاحب الحظ الأوفر والأقوى ينافسه بالدرجة الأولى زعماء الإطار التنسيقي نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري ، ومن المرّجح أن ينظّم فالح الفياض لكتلة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي بدا يكتسح الساحة السياسية الشيعية من خلال أدائه فَي إدارة الحكومة ولقربه منه ، خصوصا أن سياسي معظم سنّة الرمادي وصلاح الدين والموصل مؤيدين للسوداني ولسياساته وقد ينظّموا لتحالف تحت قيادته في الانتخابات النيابية القادمة ، فالساحة السياسية الشيعية تبدو محسومة للسوداني بالرغم من وجود نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري الأقوياء جدا ، وكذلك تيار مقتدى الصدر الذي من المرّجح أن يعود للعملية السياسية ولدائرة الأضواء ..
لكن هنالك سياسيين كانوا ضمن دائرة الضوء ومن المرّجح أن ينتهي دورهم السياسي وإلى الأبد ، منهم من قضى نحبه السياسي ومنهم من ينتظر ، وعلى رأسهم حيدر العبادي وعادل عبد المهدي وهمام حمودي وغيرهم ، وسيحتفظ السيد عمار الحكيم بمنزلته الاجتماعية والدينية كونه حفيد المرجع الديني الأعلى السيد محسن الحكيم رحمه الله وأبن المرحوم عبد العزيز الحكيم عزيز العراق ..
وقد اختصر المشهد السياسي الشيعي القادم بأنّه سيكون محصورا تحديدا بين السوداني من جهة وبين تحالف يقوده المالكي ولا ثالث لهما .. أما الساحة السياسية السنيّة فأجزم أنّها ذاهبة باتجاه تحالف يقوده رافع العيساوي وسلمان الجميلي وقاسم الفهداوي وجمال الكربولي ، أمّا كرديا فإذا ما استمرّت الخلافات بين الحزبين الكرديين فمن المرّجح أن ينتهي إقليم كردستان إلى إقليمين ، وهنالك مؤشرات على تمدد كتلة الجيل الجديد بقيادة شاسوار عبد الواحد على حساب الحزبين الكرديين الكبيرين .. هذه هي توقعاتنا للمرحلة السياسية القادمة ..
أياد السماوي
في ٣٠ / ٦ / ٢٠٢٣