الزعامات العراقية _ بين التناقس وحجم المسؤولية
بقلم _ عباس الزيدي ..
الايثار نعمة وفضيلة ومذهب اخلاقي وهو فوق الكرم هذه الليلة نعيش ونستذكر احد ملاحم البطولة والشجاعة والايثار والإخلاص لفارس وقائد وزعيم قلما يتكرر الا في صورة ابيه أمير المؤمنين عليه السلام سواء في الشجاعة عندما بات على فراش النبي او عند صيامه ثلاثة ايام مع اهل بيته عليهم السلام وسورة الانسان المباركة قد وضحت تفاصيل ذلك بشكل دقيق • الحديث عن الامام العباس عليه السلام مبحث لايكتمل لما للعباس من مكانة ورفعة وسمو وقدر كبير الزعامات ونحن وعناصر الامة بحاحة الى تلك الخصال التي يتمتع بها امامنا الفارس المغوار ابي الفضل عليه السلام ومنها الإيثارعلما ان الزعامة او المسؤولية خارج مختصات المعصوم المفترض الطاعة _ هي تكليف وليس تشريف وامانة كبرى لذلك يطلق على من تصدى للمسؤولية صفة الامين ثم هناك حكمة تقول السعيد من اكتفى بغيره احبتي ….. كان باستطاعة الامام ابي الفضل العباس عليه السلام ان يلتحق بمعسكر يزيد بعد ان وجهت له الدعوة كزعيم وقال بالحرف الواحد تبا لكم اتعطوني الامان وابن رسول الله لا امان له ….. وهذا موقف عظيم وايضا كان بامكانه ان يشرب من الماء مايروي ظمأه بعد ان اغترف من ماء الفرات … لكنه ابى ذلك وترك درسا كبيرا للاباء والايثار حين رمى الماء من كفيه … يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني هذا الحســين وارد المنون وتشــربين بارد المعين • اليوم كثير من القيادات العراقية تعيش حالة من حب الذات والانا وهي تواقة وعاملة ان تحتل موقع الزعيم الاوحد رغم حجم المسؤولسة وانعكس ذلك على استحقاقات المكون الاغلب وقدمت الكثير من التنازلات دون طائل او جدوى مما افرز تراجعا خطيرا وان موضع الاختلاف مابين قادة شيعة العراق يكمن في حب الزعامة وموقع القائد الاوحد • ان القائد الحقيقي هو من يحتل مكانته في قلوب مريديه وعامة الناس نحن امام مرحلة انتخابية وسياسية حساسة ومهمة وان من اهم اسباب الانشقاقات وعدم وحدة الموقف هو حب الزعامة والا … ماهو سبب هذا الافتراق والتشرذم الذي وصلت فيه القوى الشيعية ؟؟؟التي تدرجت من التنافس الى التناحر والصدامات والجميع تحت خيمة و ولاية امير المؤمنين عليه السلام بالقدر الذي اضعفنا فيه انفسنا واضعفنا جبهة الحق المتصدية الاستكبار والكفر والرذيلة • حتى في مسألة الموقف من حرق المصحف الشريف ذهب البعض للمزايدة وتكفير وتخوين اخيه الشيعي يا ابناء علي والحسين في العراق ونحن نعيش مصيبة عشوراء وطف كربلاء ….. 1 ان الزعامة تاتي زحفا الى صاحبها ولا يمكن ان توهب او تعطى او تشترى
وان الزعيم هو من يحتل قلوب الناس
2_ ان طف كربلاء لازال مستمرا ويتكرر بعشرات الطفوف وان التحديات والتهديدات عظيمة وجسيمة فلاتذهب بكم الاماني والاحلام والطموحات وكونوا على قدر المسؤولية وان هذه الدنيا زائلة
3_ان كثرة الزعامات يحب ان يكون موضع قوة واثراء وتنوع الحكماء وليس عامل ارباك
4 _ ان عدوكم في الداخل والخارج يترقب ويتربص بكم ولانجاة لكم الا في وحدتكم و الله مع الجماعة
وهو يعرف من اين تؤكل الكتف بل على دراية من نفاط الضعف التي اوجدها وعمل عليها ولازال يستخدمها في نشر الفتن وبث سمومه
فتداركوا امركم قبل ان تفشلوا وتذهب ريحكم
واني لكم ناصح امين
عظم الله لك الاجر يامولاتي وسيدتي فاطمة الزهراء بمصاب سيدنا ومولانا ابي الفضل العباس عليه السلام.