بلاويكم نيوز

ميناء (إسماعيل) وأزمة الغذاء العالمية

0

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

قفزت أسعار الحبوب فجأة بنسبة 4% على الصعيد العالمي بسبب الغارات الجوية الروسية على ميناء (إسماعيل) الاوكراني الواقع على نهر الدانوب. فقد استهدفت روسيا موانئ الحبوب الأوكرانية في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق 2 / 8 / 2023، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، وذلك بالتزامن مع تكثيف موسكو غاراتها لإعادة فرض حصار محكم على صادرات أوكرانيا. .
يقع ميناء (إسماعيل) على نهر الدانوب في منطقة أوديسا، ويضم اكبر الصوامع المخصصة لتخزين الحبوب. ويتموضع على ضفة النهر المقابلة لرومانيا. وتتراوح اعماق الممرات الملاحية المؤدية إليه بين (10 – 9) مترا. بينما يصل ارتفاع الموجة المدية إلى ثلاثة أقدام فقط. وبات ميناء (اسماعيل) هو المرفأ الاوكراني البديل والوحيد لتصدير المنتجات الأوكرانية منذ أن أعادت روسيا فرض حصارها الفعلي لموانئ البحر الأسود قبل شهرين من هذا العام. .
وذكرت التقارير ان روسيا واصلت هجماتها بلا هوادة ضد البنية التحتية الزراعية والموانئ الأوكرانية لأكثر من أسبوعين، منذ أن اعلنت رفضها تمديد اتفاق رفع الحصار الذي فرضته وقت الحرب على الموانئ الأوكرانية العام الماضي. وطالبت موسكو بشروط أفضل لصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة المعفاة بالفعل من العقوبات المالية الدولية. .
يعد ميناء (اسماعيل) من أهم وأكبر الموانئ النهرية في أوكرانيا. وينهض بنحو ربع صادرات الحبوب قبل انسحاب روسيا من اتفاق البحر الأسود. وأصبح منذ ذلك الحين طريقاً رئيسياً للخروج من المأزق، حيث يجري تحميل الحبوب على الصنادل والمواعين النهرية، وشحنها إلى ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود لشحنها من هناك إلى العالم. وكان قبل الهجوم يعج بالقطع البحرية المتنوعة والمتخصصة بنقل الحبوب. لكنه تحول الآن إلى هدف مباشر للغارات الجوية بالطائرات المسيرة بمعدل 34 طائرة من طراز (شاهد) كل ليلة. وهذا يفسر أسباب تراجع صادرات الحبوب الاوكرانية. وهنالك اكثر من 30 سفينة محتجزة الآن على الارصفة أو في منطقة الانتظار بسبب التداعيات الحربية الطارئة. في حين قالت مصادر في صناعة التأمين إن تغطية مخاطر الحرب لموانئ أوكرانيا التي كانت جزءاً من صفقة الحبوب السابقة قد تم تعليقها. وقالت ثلاثة مصادر إن بعض المزودين يدرسون أيضا ما إذا كانوا سيستمرون في توفير غطاء لموانئ الدانوب. .
لقد أوضحت روسيا أن أي سفينة تدخل البحر الأسود في خطر، مما يخلق على ما يبدو حصاراً فعلياً يهدد المنافذ البحرية والنهرية في اوكرانيا. التي لم يعد لديها أي خيار سوى اللجوء إلى سبل النقل البري. وهي الأصعب والأطول والأبطأ والأكثر تكلفة. أي تحويل الصادرات إلى الداخل الأوربي. ما يعني تراكم المشاكل والمخزونات وتدهور الأوضاع الاقتصادية. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط