كوابيس القارة المضطهدة
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
على الرغم من انها اغنى القارات بكنوزها وثرواتها الطبيعية والحيوانية. لكنها تستحق ان يطلقوا عليها اسم: قارة الهموم والمصائب والويلات، أو قارة الاضطهاد والاستبداد والظلم والعبودية. فقد شهدت القارة السمراء اطول الدكتاتوريات حكماً في العالم. .
ففي جمهورية الجابون: حكم عمر بونغو 41 عاما حتى وفاته في 2009. وفي زيمبابوي: اعتلى روبرت موغابي سدة الحكم 37 عاما. وفي غينيا الاستوائية: حكم تيودورو أوبيانغ إنغيما 38 عاما. وفي جمهورية الكونغو: حكم دنيس ساسو نغيسو، 34 عاما. وفي أوغندا: حكم يوري موسيفيني 32 عاما. وفي السودان: حكم عمر البشير 28 عاما. وفي تشاد: حكم إدريس ديبي 27 عاما. وفي إريتريا: حكم أسياس أفورقي، 24 عاما. وسجلت مصر أرقاماً قياسية تفوقت فيها على معظم الدكتاتوريات في العالم. فقد حكمها رمسيس الثاني 66 سنة. وحكمها محمد علي باشا 43 سنة، وحكمها عبدالناصر 11 سنة، ومن بعده السادات 14 سنة، ثم حسني مبارك 30 سنة. وحكم بورقيبة تونس 30 سنة، وتربع القذافي على سدة الحكم في ليبيا 42 سنة. .
وبالتالي اصبح من المتعذر على شعوب هذه القارة ان ينعموا بالعدل والحرية والديمقراطية بعد أن ضاقوا ذرعاً من بطش الدكتاتوريات وظلمها. ولم يجدوا من ينصفهم ويرحمهم ويحسن إليهم. فكان من الطبيعي ان يثوروا وينتفضوا ضد الانظمة التي أهدرت ثرواتهم، وحولت بلدانهم إلى مستعمرات تدين بالولاء المطلق إلى فرنسا واخواتها. .
وكان من الطبيعي ان تشهد القارة السمراء اكثر من 210 ثورة وانتفاضة منذ خمسينات القرن المنصرم وحتى يوم الاربعاء الموافق 30 / 8 / 2023 في الجابون. وهي الآن تغلي ببراكين المعارك والحروب والاشتباكات والنزاعات والصراعات السياسية والقبلية والطائفية. .
اما على الصعيد العربي فقد بات من المحتمل انتقال شرارة المعارك المتفجرة في ليبيا والسودان إلى بلدان عربية أخرى مدرجة الآن على قوائم التغيير والتحرر من قبضة الدكتاتوريات بين لحظة وأخرى. .