نحن في الطريق السليم ..
بقلم أياد السماوي ..
في مقالنا ليوم أمس ( سيبقى طريق التنمية العراقي هو الحاسم بين ممر بايدن وحزام الصين ) ، كنّا قد قلنا أنّ طريق التنمية العراقي سيبقى هو الأفضل والأقصر والأقل كلفة ) .. وقلنا إنّ ممر بايدن لن يوّفر هذه الميزة بدون العراق .. في مقالنا لهذا اليوم نريد أن نوّضح بعض الأمور التي تتعلّق بالممر الجديد الذي أعلن عنه بايدن في نيودلهي وفرحت به إسرائيل ونتنياهو ..
الطريق الجديد سيكون مخصصا لنقل البضائع من الهند إلى أوربا عبر السعودية وإسرائيل ، وقبل كلّ شيء فإنّ هذا يتطلّب معرفة معرفة حجم التبادل التجاري بين الهند وأوربا مقارنة بحجم التبادل التجاري بين الصين وأوربا ، حيث يعتبر الاتحاد الأوربي هو ثالث شريك تجاري بالنسبة للهند بعد بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، وبحسب تقارير اقتصادية فإن حجم التبادل التجاري بين الهند وأوربا بلغ ٨٨ مليار دولار نهاية العام ٢٠٢٢ ، بينما بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوربي في نهاية العام ٢٠٢٢ بحدود ( ٩١٢،٦ ) مليار دولار ، فالصين تتفوّق كثيرا في حجم التبادل التجاري مع الاتحاد الأًوربي ، بل ولا يمكن مقارنة حجم التبادل التجاري الهندي مع العالم مقارنة بالصين ..
والطريق الصيني الذي سيمر من خلال العراق وتركيا الى دول أوربا الشرقية وحتى دول أوربا الغربية سيكون ليس أقصر كثيرا من الممر الهندي الجديد فحسب ، بل أنّ كلفة نقل البضائع عبر الطريق الصيني العراقي التركي ، ستكون أقل بكثير من كلفتها عبر الممر الهندي السعودي الإسرائيلي ، وذلك لأن البضائع والحمولات سيتم تحميلها وتفريغها من خلال الممر الهندي الجديد ، مرتين من السفن أو القطارات والشاحنات ، في حين لا يتطلّب تحميلها وتفريغها غير مرّة واحدة من خلال الطريق الصيني العراقي التركي ، سواء كان ذلك عبر السفن أو القطارات والشاحنات ، وهذه العوامل ستجعل من الممر الهندي الجديد غير ذي جدوى اقتصادية ، بالرغم مما يطبّل له الإعلام الغربي والإسرائيلي من تعاظم للتبادل التجاري المار عبر هذا الطريق ..
ما أودّ قوله إنّ الموقع الجغرافي الفريد الذي خص به الله سبحانه وتعالى العراق تحديدا ، سيجعل منه قلب التجارة العالمية ، وسيأتي له الجميع زاحفين لمرور تجارتهم من خلاله ..
ومن الطبيعي جدا بل ومن المنطق أن يرتبط طريق التنمية العراقي بطريق الحرير الصيني ، فلا بديل للصين بعد الإعلان عن الممر الهندي غير التوأمة مع طريق التنمية العراقي التركي .. فعندما نقول للعراقيين نحن في الطريق الصحيح ، فإنّما نقول ذلك بناء على منطق
الأرقام ومنطق العقل ، فليس هنالك من عاقل يسلك طريقا أطول مسافة وأكثر كلفة ، في الوقت الذي يوجد طريق آخر اقصر مسافة وأقلّ كلفة .. وبصراحة أنا أرى أنّ الإعلان عن الممر الهندي الجديد ، سيدفع بالصين عاجلا للارتباط بطريق التنمية العراقي ، وكما يقول المثل ( ربّ ضارة نافعة ) ، أعود مرّة أخرى وأقول جازما نحن في الطريق الصحيح وطريق التنمية الذي أعلن عنه السوداني سيمضي بحول الله وقوّته ، ولا خوف عليه أبدا من مشروع بايدن ونتنياهو ..
أياد السماوي
في ١٣ / ٩ / ٢٠٢٣