بين الترف والخدر عقيدة القتل
بقلم _ عباس الزيدي ..
حفلت حقبة المعارضة العراقية بقامات جهادية كبيرة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولازلنا نؤكد ان بعض الفترات الزمنية التي تخلوا من المواجهة بمثابة استراحة مقاتل
لذلك ينبري اخوة الجهاد في الملمات ونراهم في الرهط الاول في كثير من الحوادث بعد سقوط النظام واحتلال العراق سواء في مواجهة قوات الاحتلال وعصابات الارهاب البعثية والقاعدة او داعش وغيرها حيث كانوا اللبنة الاولى لمقاومة الاحتلال ولهم قصب السبق في ذلك حتى في تاسيس الحشد الشعبي ونكتفي ان نذكر قائدنا وشهيدنا الباسل ابو مهدي المهندس رضوان الله عليه ناهيك عن الاسماء الكبيرة من الذين قدموا انفسهم شهداء على ذات طريق الشوكة قادة من اركان الحركة الاسلامية والجهادية وكوادر ومجاهدين على ايدي شذاذ الافاق وعملاء الاحتلال بعناوين شتى •
اليوم يعيش المجاهدون ظروف مختلفة انقسمت وتباينت مواقفهم على ضوء تلك الظروف فبعضهم لم يترك سلاحه حتى هذه اللحظة وذهب لمقارعة الاحتلال ولازل مستمرا واخرين شانهم شان المجاهد الاممي حيث تموضع في محور مقاوم كبير يقاتل الاستكبار والصهيونية العالمية اين ما كانوا وتجده في اليمن وسوريا ولبنان ..الخ
والبعض الاخر وجد في الفتوى المباركة ضالته والتحق في صفوف الحشد الشعبي المقدس
وقد اختلفت صور الجهاد وتنوعت وسائلها واساليبها فمنها الاعلامية والفكرية والثقافية واخرى عسكرية وأمنية وثالثة سياسية
ويلاحظ على البعض مايلي …..
1_ منهم من مال الى الترف السياسي حيث افرزت الغملية السياسية طبقة ارستقراطية فاسدة ومفسدة وباع دينه بدنياه وعاقبة امره خسرا
2_ هناك من اكتفى بتاريخه واصبح جليس الدار واصابه الخدر وراح يتغنى بماضيه والذكريات كنا وكانوا وكنا
3_ منهم بالاصل ليس معني بالجهاد ولا القضية ولكن هناك اسباب معيشية وامنية وظرفية اخرى اجبرته على الالتحاق انذاك بالرهط الطيب مع المجاهدين وما ان انتهى العامل الضاغط و المسبب وسقط النظام رجع الى حيث ماكان •
4_ الغالبية العظمى والسواد الاعظم من المجاهدين لازالت على طريق ابي الاحرار ترفع شعار ما تركناك سيدي ياحسين •
لاشك ان عناصر الامة الواعية والمجاهدة تعرضت للعديد من ممارسات التهميش والعديد من الحروب الموجهة والبرامجيات والاجندات التي قام بها خبراء الحرب النفسية لاجهزة المخابرات المعادية بالقدر الذي ذهب ضحيتها عدد قليل من المجاهدين والتحق مع المعسكر المعادي واخرين عاشوا الياس والاحباط بسياسة قصدية ولازالت الحرب الموجهة مستمرة خصوصا في الاونة الاخيرة التي حاول فيها الاستكبار العالمي زج المقاومة العراقية في معترك السياسة لغرض ترويضها والسيطرة عليها ويتأمل الاحتلال ان يسيل لعاب المقاومة على الاقتصاديات والترف وبالتالي تترك قضيتها وهذا من عاشر المستحيلات وليس سابعها •
وعلى ضوء ماتقدم سوف نذكر بعض الأمثلة لبعض الحركات في المنطقة التي عاشت تجربة المواحهة وبيان الاختلاف بينهما في موضوعة الغقيدة القتالية والترف والخدر ومواصلة الجهاد
1_ في الجانب الإيجابي مانراه في السيرة العطرة لكل من الاخوة انصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان فهم على جهوزية تامة وروح قتالية عالية سواء في المعارك او خلافها بل حتى الجرحى منهم في صفوف التعبئة ولم يفتروا او يهنوا ولم يصيبهم الخدر او الترف
2_ في الجانب السلبي نرى البيشمركة وبعد تاريخ حافل من القتال اصابهم الترف وانغمسوا بالملذات والتجارة واصبحوا عاجزين عن القتال بل حتى على التعبئة لذلك لجأوا الى المرتزقة الأجانب
خلاصة القول …
ان من يعيش ويعشق حياة الجهاد ويدخل هذا المعترك المتالق المعطاء لايمكن باي الاحوال ان يترك ذلك الطريق
خصوصا أولئك الذين كانوا على احتكاك ومقربة من جنود الله وحواريهم
ولايمكن ان يكون المجاهد جدارا و حائلا بين مشاريع الله الجهادية فهو فاعلا ومنفعلا ومفعلا لغيره
وان المجاهد الحقيقي يبحث وينتظر جائزة الله تبارك وتعالى ولو بعد حين وهي الشهادة
واخيرا .. ان المجاهد ينظر الى نفسه انه من عمال الله
ويكقيه فخرا بذلك ويملي عليه ذلك شكرا لولي النعم