أنا ومن بعدي الترامادول
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
شهد رئيس الوزراء المصري: ان الريس عبفتاح هو الذي حوّل كلمة (Impossible) إلى (I possible)، وبالتالي يتعين على جهابذة الأدب الإنجليزي تحديث مفردات لغتهم الشكسبيرية لتتوافق مع قواعد الصرف والنحو في عصر المهلبية بالمكسرات. اما أغرب ما سمعناه كلنا فهو كلمة السيسي الأخيرة التي قال فيها: أنا ممكن أهد (أهدم) مصر باثنين مليار جنيه فقط. وممكن أدي (أعطي) باكيته (تأنيث مفردة باكيت، وهي وحدة قياس مخدرات البانجو لعبد العاطي المتعاطي)، وأدي عشرين جنيه، وشوية ترامادول لمئة آلف إنسان (100 ألف) ظروفهم صعبة . .
وقال أيضاً: ممكن أهد بلد فيها 150 مليون نسمة بأشرطة الترامادول وحدها، وهو هنا يقدم لنا صورة مرعبة للفوضى التي يمكن ان يفتعلها لينسف الأهرامات، ويجفف النيل، ويبيع قناة السويس تحت شعار: أنا ومن بعدي الطوفان. أو: انا ومن بعدي الترامادول. فصفق له كل من كان في القاعة. ولا ندري لماذا صفقوا ؟؟. .
كان الريس يتحدث بمنتهى الوضوح عن طبيعة الخراب القادم، وكان حديثه يتضمن رسالة موجهة إلى الشعب المصري بكل ألوانه، يهددهم فيها بضرورة السماح له بالتربع على عرش الرئاسة مدى الحياة، وبكل الصلاحيات الفرعونية والفاطمية والاخشيدية والمملوكية والناصرية والساداتية والمباركية، وبخلاف ذلك فإنه سيلجأ إلى تنفيذ خطة الترامادول، فيحرض البلطجية، ويشيع الفوضى، ويشعل فتيل الدمار الشامل، ويكرر واقعة الجمل في الوجهين (القبلي والبحري). .
الناس في مصر يدركون خطورة كلامه، سيما ان مفعول الترامادول معروف تماماً في الملاهي والمقاهي. وان مدير المخابرات (عباس بكتريا) لن يتردد أبداً عن بيع امه (أم عباس). .
واستكمالاً للمهزلة تحركت قوات النفاق الاعلامي بخطوط متوازية مع تصاعد دخان التحشيش السياسي، لتبرير شطحات عبفتاح وزلات لسانه، ظنا منهم انهم قادرون على تخدير عقول الناس بحزمة جديدة من الأكاذيب والافتراءات والتفسيرات المضللة. فالشعب المصري أنضج وأشرف وأنظف مما يعتقدون، ولن ترتعد فرائصه أمام تحركات فيالق البلطجية، ولن يرضخ للتهديدات العبثية والفوضوية التي تنذر بتدمير البلاد وانتهاك حريات العباد. ويتعين على السيسي ان يختزل الزمن، ويلملم اغراضه، ويعلن الرحيل بعد فشله في السنوات العشر الماضية، وبعد تدهور الاقتصاد المصري، وبعد تراجع قيمة الجنيه مقابل العملات الاجنبية. .
كلمة أخيرة: ربما كان السيسي صادقاً وواضحاً ودقيقاً في التعبير عن أفكاره الترامادولية المسمومة، وقد دخل التاريخ الآن من أوسع أبوابه الاستبدادية باعتباره أول قائد يهدد شعبه أمام أنظار العالم كله. . .