مواقف أصحاب الضمائر الحية
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
شتان بين مواقف أصحاب الحق ومواقف أهل الباطل. وشتان بين الرجال الذين اختاروا الوقوف ضد الظلم والعدوان، والقرود الذين يتقافزون الآن في أقفاص القوى المستهترة. لقد باع الانتهازيون ضمائرهم وأنفسهم بثمن بخس في دكاكين المزايدات السياسية، وتنصلوا لأبناء أمهم وأبناء أمتهم. .
حول هذا الموضوع. تعالوا نستمع لكلمة الزعيم الماليزي (مهاتير محمد) في توبيخه جو بايدن بعد اتهامه الفلسطينيين بقصف مستشفى المعمداني. إذ قال: (ان تصريح جو بايدن عن قصف المستشفى في غزة، ومزاعمه بأنه يعزا إلى أخطاء ارتكبها الفلسطينيون اثناء إطلاق صواريخهم، هو تصريح عبثي وسخيف، وليس لدي ادنى شك بأن إسرائيل هي التي ارتكبت هذه الجريمة، وان جيش الاحتلال يسعى لمحو الفلسطينيين من الوجود منذ 70 عاما. ثم تأتي إسرائيل اليوم بعد غاراتها الجوية المكثفة في الليل والنهار لتلقي باللوم على الفلسطينيين في حادث تفجير المستشفى. ان رواية بايدن مبنية على تصريحات نتنياهو وتقارير البنتاغون. ومن الواضح ان نتنياهو يكذب بشأن كل شيء، فإذا لجأ بايدن إلى البنتاغون ليضفي المصداقية على روايته، فاننا لم ننسى كيف كذب البنتاغون بشأن وجود أسلحة الدمار الشامل في بغداد. وجاءت آخر أكاذيب بايدن عندما قال انه رأى صورا لحماس يقطعون رؤوس الأطفال. وقد تراجع البيت الابيض عن تلك التصريحات الكاذبة معترفا بعدم وجود أدلة. لكن السؤال هو كيف يمكن لبايدن ان يكذب بهذا الأسلوب الفج وبهذا الوجه المكشوف، فكل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل كانت بدعم مسبق من الحكومة الأمريكية، ولو لم تكن مدعومة منها لما ارتكبت مجازر الإبادة الجماعية دون عقاب. يجب ان تعترف الولايات المتحدة بذلك وتخبرنا الحقيقة: ان إسرائيل وجيشها هم الارهابيون الحقيقيون، والولايات المتحدة هي التي تدعم الارهاب الدولي بشكل صارخ). .
وتعالوا نستمع لكلمة النائب (أحمد شيخ امام) التي القاها في مجلس النواب بجنوب أفريقيا، فقال: (لا فرق بين الشعب الاوكراني والشعب الفلسطيني، لكن المفارقة العجيبة نجدها في هذا التعاطف الكبير مع الشعب الاوكراني، في حين لا نجد من يتعاطف مع الفلسطينيين الذين يتعرضون الآن للموت والتدمير والتشريد والاضطهاد من دون ان يتعاطف معهم احد. ولم نسمع من يتعاطف مع الشعب السوري أو الليبي أو العراقي. لا احد يبكي على هؤلاء الناس. . ثم لماذا لا نجد من يتعاطف مع الاقليات الاثنية في الهند، حيث يجري انتهاك حقوق المسيحيين والمسلمين من قبل الحكومة الهندية من دون ان تناصرهم اوروبا أو امريكا، لكن امريكا واوربا هرعت بكل قوتها لنصرة اليهود ضد الفلسطينيين. . لماذا ؟). .
كلمة أخيرة: ليست البطولة في هذا الزمان ان يحمل الانسان سيفه، فالبطولة الحقيقية ان يحمل ضميره كي يحفزه على قول كلمة الحق ويدفعه لنصرة المظلوم على الظالم. .
وللحديث بقية. . .